للبيـــع 'تاريــــــخ ذهبي'

زاوية الكتاب

كتب 2009 مشاهدات 0


في هذا الزمن وفي هذا البلد كل شي يباع, الشوارب تباع , والهواء يباع. من كان يملك  الأموال يستطيع أن يصبح مدرعة بشرية كهروبرلمانية لا يمنعه شيء من تحقيق كل شيء. يستطيع أبو المهابيل أن يجعل من أبنائه المهابيل مدراء لشركات أصغر مستثمريها هم زملاؤهم المتفوقين. ويستطيع الفاشل  أن يحصل بأمواله على ألقاب مثل 'خبير اقتصادي' و'محلل سياسي' في دهاليز النخاسة الإعلامية.  ولا تستغرب أخي القارئ أن ترى أبناء التجار قريبا هم سادة الشعر والشعراء النبطي والعمودي والأفقي بل وحتى القلطة سيتسيدها أبناء الحيتان.
 
إن ما أثار حفيظتي في الأيام القليلة الماضي هو أن التاريخ الذي يعتبر سلعة لا يمكن شراؤها وبيعها أصبحت في الكويت أرخص من أرقام التلفونات, كما تدفع للحصول على رقم ذهبي تستطيع أن تحصل على تاريخ ذهبي بأموالك . إن ما ذكره بعض النواب من أن بعض الدواوين عمرها أكثر من 120 سنة هو أمر غير مثبت  في تاريخ الكويت, وحتى لو كان مثبتا فهل كانت ستصمد تلك الدواوين أمام القوى الخارجية والداخلية لولا سواعد أهل الكويت قاطبة بالدفاع عنها ؟,, إنه لأمر محزن أن تخرج بعض الجُمل العنصرية من بعض النواب الذين أقسموا على حماية الدستور.
 
إن الدستور الذي وضعه المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح وضع حدا للعنصرية والطبقية. فلولا الله ثم الدستور لأكل القوي الضعيف ولأصبحت تلك الدواوين 'التاريخية' ملكا لغير أهلها بالقوة شاؤوا أم أبوا. ولأضحى أحفاد من 'بنوا الكويت' على حد قولهم تحت ثراها الآن. ولكنه الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه  الذي أنقذ الكويت من بعض الكويتيين.
 
ليعلم الجميع بأن الدستور لم يذكر في أي من مواده أو مذكراته التفسيرية ألفاظا مثل ( بنوا الكويت ) و ( دواوين تاريخية ) لأن المغفور له يعلم أن الجميع ساهم في بناء الكويت وحمايتها ولو انتفى جزء منهم سينتهي الآخر.  فإما أن ينصاعوا للدستور أو يصمتوا فالصمت حكمة.
 
عادل العميري
 

كتب: عادل العميري

تعليقات

اكتب تعليقك