برأي عبدالأمير التركي ان الحكومة لا‮ ‬يمكن الاستيلاء عليها،‮ ‬كونها وجه النظام وأداته للحكم
زاوية الكتابكتب يونيو 28, 2010, 11:40 ص 959 مشاهدات 0
الحكومة وجه النظام وأداته
Monday, 28 June 2010
عبدالأمير التركي
ما سنتحدث عنه في نقطة نظامنا اليوم هو عن غرق المواطن الكويتي بكل شيء.. وعن قدرته وتمكنه من تحليل كل الأوضاع السائدة في البلد تحليلاً سديداً ولكل المشاهد التي يجري تمثيلها على المسرح السياسي المحلي، فلا يظن أحد ان هذا المواطن من السهل تعريضه للضحك السياسي أو للمخادعة، واذا كان هذا المواطن، يتواجد في ساحة الارادة وغيرها، فهذا من باب اكتشاف المزيد من حقيقة »ثورجية« هذا الزمن الأغبر، وليس من باب التأييد والدعم والمساندة.. واذا كان هذا المواطن لا يزال يلتزم الصمت فما ذلك عن جهل منه بل عن صبر واصطبار!! وما يجب ان نقوله في العلن يتصل مباشرة بحقائق سياسية قائمة على الأرض لا يجوز تجاهلها أو التعامي عنها.
في البلد كتل سياسية وأحزاب وتيارات، ومنظمات وتنظيمات، وتجمعات مذهبية وطائفية وقبلية وعائلية وكل هذه الأطراف تمتلك قوة ظهر داخلية كانت أم خارجية تمارسها على من بيدهم القرار من أجل الفوز في المصلحة وقضاء الحاجة، لكن السؤال المنطقي: ما هدف هذه الكتل المتصارعة؟! وما الغاية السياسية، من تكاتفها وتوحدها في صراعها مع رئاسة الحكومة، بالفاضي والملآن؟! نحن نعرف انه في البلدان الديمقراطية ترتبط صراعات الأحزاب بأهداف وبرامج تحتكم فيها للناس عبر صناديق الاقتراع، وهذه الأحزاب تتصارع من أجل اهدافها وبرامجها من أجل الفوز بأصوات الناخبين، فماذا عن هذه الحقيقة الديمقراطية في الكويت؟ لدينا احزاب قائمة بالفعل وبالمبدأ العرفي تمارس أعمالها وهي تتستر على نفسها ووجودها أولاً وتتستر عن نواياها، وهذه الأحزاب لا تتقدم أثناء الانتخابات العامة بأي برنامج للناخبين بل تتولى الترويج لمرشحيها عن طريق الوعود بتحقيق المصالح الذاتية للمواطن، واستغلال أوضاعه المعيشية المتدنية، لكن ما ان يستوي مجلس الأمة باعضائه وكراسيه حتى يبدأ الصراع بين هذه الأحزاب وبعضها البعض، وبين هذه الأحزاب مجتمعة وبين الحكومة، ما يعرفه المواطن تأكيداً ان الصراع السياسي الفوضوي المتعمد القائم حالياً على أشده هدفه تحديداً هو الاستيلاء على السلطة التنفيذية والتي لم يبق من شيء كثير للوصول إلى هذه الغاية بعد أن بدأت الأحزاب تضرب بشدة على موضوع أهمية هذه الحكومات وعجزها عن إدارة الشؤون العامة وفق الأساليب التنفيذية المعهودة في تشكيلها، وفي رأي هذه الأحزاب ان الحكومات ستتجاوز عجزها ان شكلتها هذه الأحزاب وسيطرت على أعمالها، كما ان هناك أيضاً أحزاباً يذهب طموحها إلى ما هو أبعد من الاستيلاء على الحكومة، لكننا في كل الأحوال نشير إلى ان الحكومة لا يمكن الاستيلاء عليها، كونها وجه النظام وأداته للحكم وفي تاريخها السياسي كانت حكوماتنا ولم تزل هي المسؤولة عن نهضة هذا البلد، وعن عمرانه وعن تطوير ثرواته وتركيز حضوره في المحافل الدولية، ولا أحد ينكر ذلك، إلا ان الأحزاب ذات الهدف والغاية لم نسمع منها طوال تاريخنا السياسي المعاصر كلمة حق بهذه الحكومات، بل كانت دائماً تقول ولم تزل ان هذه الحكومات عاطلة وسيئة ما دمنا نحن بعيدين عن كامل حقائبها ورئاستها.
المطلوب الآن هو ان هذه المعرفة الشائعة لدى المواطن يجب ان يعاد إليها الاعتبار عن طريق استعادة الهيبة وافهام الجميع ان اهدافهم واغراضهم قد تعرت وباتت معروفة، وان أهداف النظام لا تلتقي معها، بل تلتقي وتتصل بشؤون البيت الكويتي كله وشؤون كل سكان هذا البيت بمختلف مذاهبهم وطوائفهم وقبائلهم وعوائلهم، واذا لم تظهر الهيبة بهذا المعنى فان الخطر من الطموحات السياسية العمياء سيوصل البيت الكويتي إلى حواف الخطر والمجهول.
ليتني استطيع بعث الوعي في بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصول الدين عما ينطوي تحت العمائم
من مآس تقتل الحق وتبكي: أين حقي؟
تعليقات