بعض النواب أصبحوا برأى السبيعي مفاتيح للشر، مغاليق للخير، ألسنتهم كأعواد الثقاب تشعل النيران في كل مكان. يعشقون الكراسي كعشقهم للمآسي

زاوية الكتاب

كتب 1364 مشاهدات 0



أفلا يعقلون؟!

الاثنين, 28 يونيو 2010
سعود السبيعي


تصريحات بعض النواب ومقالات بعض الكتّاب بلهاء جوفاء صماء أشبه ما تكون بعلب غذائية فاسدة، يتسابقون كالشياطين على تحريض وإغواء الناس بما لا ينفع ولا يشفع، فأصبحوا بذلك مفاتيح للشر، مغاليق للخير، ألسنتهم كأعواد الثقاب تشعل النيران في كل مكان. يعشقون الكراسي كعشقهم للمآسي.

يصرحون نياماً وقعوداً ومضطجعين وعلى جنوبهم.. أشاعوا البغضاء ونشروا الفتن بين أطياف المجتمع.

اتخذوا من الفتن تجارة، ومن الحماقة بضاعة يتتبعون ويتقصون عن مدى رواج تصريحاتهم وفتاواهم في أوساط الغوغاء من أتباعهم الذين يسيرون خلفهم كالأنعام.. وكلما ازداد الجدل حول هذه الفتيا أو تلك قهقه مفتيها، متخذاً من هذا الجدل معياراً لنجاح فتواه وبلوغ مسعاه ولا يعنيه ابداً ما قد تسببه تلك الآراء من انفصام عرى الوحدة الوطنية وتساقطها الواحدة تلو الأخرى.

فهم يراهنون على عواطف وانفعالات الدهماء، الذين يشكلون النسبة الأكثر، لا إلى عقول النخبة الراشدة والذين للأسف هم النسبة الأقل عدداً ولكنهم في التأثير أقوى. وعلتهم أنهم يؤثرون الصمت لاعتقادهم أنه أجمل وأبهى.

بينما تزداد أعداد تجار الفتن مستغلين قلة الوعي وازدياد الجهل اللذين ينخفض معهما مستوى منسوب الوطنية في قلوب ابناء الوطن .فالعقوق الوطني وغياب أخلاقيات المواطنة أصبحا من سمات وصفات أهل الحل والعقد، قبل أن ينتقلا كسلوك اجتماعي يمارسه الكثير من العامة، ممن تأثروا بآراء ذوي التصريحات الصفراء والأفكار الفاسدة.

تلك الأفكار التي جارت على الوطن وفرغت العقول من محتواها وعبأتها بما يروجه تجار الفتنة من أقاويل تهدم للوطن مجداً وتبني على أنقاضه لهم مجداً.

فهذا قبلي أعيته الحيلة ولم يجد سوى القفز على أكتاف قبيلته بتبني اطروحات قبلية صرفة.. وذاك إسلامي اعتمر عمامته وأخذ ينبش في رفات التاريخ يلعن الظلام.. وهذا إسلامي آخر انشغل بمسواكه واتخذ منابر المسلمين لتصفية حساباته السياسية.. وهناك تجار يشترون منهم الولاء ويوزعون بينهم البلاء وأصبحت البلاد أشبه بمربع الكلمات المتقاطعة أو بطاولة الشطرنج يتقاسمها الطائفيون والفئويون ممن لا سبيل لهم للظهور والوصول إلا على فرز المجتمع وتقسيمه وإيذاء الوطن.. أفلا يعقلون؟!

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك