عبدالعزيز القناعي يستنكر انشغال النواب بقضايا الدين والصحابة وزيارات القبور وكأنها قضايانا المصيرية

زاوية الكتاب

كتب 788 مشاهدات 0



 
 


 عقلية النائب هايف وروح الإسلام المفقودة     
Monday, 28 June 2010 
عبدالعزيز القناعي


مناوشات وصدامات مجلس الأمة الأخيرة تلقي? ?بظلالها الخطيرة على مجمل الشارع الكويتي? ?وتنبئ?  ?بأن المستقبل بوجود افرازات مجلس الأمة الحالي? ?مظلم وقاتم ولا? ?يدعو الى الطمأنينة والسلام،? ?وقد احتلت الصراعات الطائفية هذه المرة قائمة الجدل ووصلت الى طريق مسدود بكل دعوة للتهدئة وصفاء النفوس،? ?اذ سرعان ما تشتعل القضايا وعلى اتفه الاسباب وكأن هناك من? ?يحرك الأوضاع لمصالح كبرى وغايات لا تدرك بالمستقبل القريب،? ?لقد انشغل الكل بقضايا الدين والصحابة وزيارات القبور وكأنها القضايا المصيرية والتي? ?تحتاج الى الصرامة والانجاز والفهم،? ?وزاد على ذلك تعنت النواب حول هذه القضايا واعتبروها هي? ?الأساس في? ?المجتمع وهي? ?من? ?يجب ان? ?يعرفها الجميع ويفتي? ?بها الصغير والكبير،? ?فكان من المفروض بأن تكون أسئلة الاختبارات المقدمة للطلبة تتناول قضايا لا علاقة لها بالفقه المختلف حوله أساسا منذ مئات السنين خصوصا ونحن نتشارك جميعا وبكل الطوائف بوطن واحد نسعى الى نمائه وحفظه،? ?وان? ?يعرف القائمون على وزارة التربية مقدار وقياس هذه الأمور والاختلافات حولها لا ان? ?يصب الزيت على النار في? ?ظل أوضاع لا تهدأ وساحة مليئة بالنفوس المختلفة فما أحوجنا الى التكاتف والوحدة الوطنية?.?
ولعل اختلافات النواب حول القضايا الطائفية لها ما? ?يبررها خصوصاً? ?اذا عرفنا ان مخرجاتهم تحمل التوجه الإسلامي? ?وهم ملتزمون بتطبيقه سواء بقوة القانون او بالفرض الاجباري? ?على فئات المجتمع وهذا ما? ?يلقي? ?الضوء على نتائج الانتخابات وسلوك المواطنين وما? ?يريدونه من انجاز وتقدم او تخلف ورجعية،? ?والنتيجة دائما ما تكون بهذه الصورة القاتمة والحزينة على مستقبل البلد?. ?ان تكرار الجمع بكل الصور ما بين الدين والسياسة كغايات انتخابية اضحت لعبة? ?يخسر بها الوطن كل تقدم ونمو،? ?والمجتمع الكويتي? ?ومع هذه الديمقراطية المتاحة لديه لم? ?يستوعب حتى هذه اللحظة او? ?يفرق ما بين المصالح الشخصية ومصلحة الوطن،? ?بل ان اغلبية البرامج الانتخابية لاغلبية النواب لا تكاد تخلو من ادراج الدين والمشاعر الاسلامية كجدول اعمال? ?يحققه العضو اذا ما فاز بعضوية المجلس فالجمهور? ?يريد هذه الاثارة كخلاص? ?يعتقده بقرارة نفسه لحل جميع مشكلاته والمرشح دائما ما? ?يبحث عن رضى المواطن وتحقيق طلباته،? ?فاذن نحن امام حالة من العرض والطلب لا? ?يدخل فيها ما? ?يهم الوطن بل نراهم? ?يغردون بعيدا مع اطروحاتهم الفاشلة وبرامجهم المتخاذلة?.?
ان عقلية النائب محمد هايف لن تتغير حول مشكلة زيارة القبور واشكالية سب الصحابة بل ستزداد المطالب الاسلامية لأسلمة المجتمع الكويتي? ?وتحويله الى مجتمع اسلامي? ?رغم كل الفساد الموجود ومع كل الخدمات السيئة المقدمة للمواطنين فالمهم هو الاسلام وشعاراته ان تكون مطبقة في? ?المجتمع وآخر المشوار هو التقدم والتنمية وبشرط بان تكون اسلامية التوجه والقيم كقانون الخصخصة الاسلامي? ?وخطة التنمية والتي? ?بانت وبحسب معتقداتهم لا تحمل التوجه الاسلامي? ?للتنمية،? ?وبنفس الوقت لن? ?يقف النائب عدنان المطوع أو? ?غيره من النواب في? ?وجه هذه الخطوات اذ لابد ان? ?يكون للشيعة دور في? ?هذا الوطن،? ?ولابد ان? ?يحمل هذا الوطن المتعوس بعضا من التوجهات الاسلامية الشيعية،? ?فمجلس الأمة زاخر بطوائف المسلمين ولكن ما? ?ينقصه فعلا هو روح الاسلام لا المسلمين?.?
ان تبعات هذه القضايا الطائفية لن تتوقف حاليا،? ?فخطة التنمية? ?يوجد بجعبتها الكثير من المشاريع والخطط فاي? ?اسلام وأي? ?توجه سنى او شيعي? ?ستحمل؟ وكيف سنتقدم اذا كنا نحمل قيود التاريخ السحيق معنا؟ وقد تكون مجريات الاحداث الحالية لا شيء بالنسبة لما ستحمله الخلافات المقبلة من أدوار أكثر عنصرية وأكثر بروزا وتصرفا فغليان الماء لابد له من أن? ?يطفو فوق الكأس? ?يوما ما،? ?وحينها كلنا سنتجرع منه الألم والحرقة?.?

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك