الرجم عقوبة توراتية يهودية، وتركوا تطبيقها حتى الآن للنظم الإسلامية المتخلفة برأي علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 3120 مشاهدات 0


 


جرة قلم 

تسلط أصولي! 

كتب علي أحمد البغلي : 

 
شاهدت فيلماً مؤثراً عن أحداث وقعت في جمهورية إيران الإسلامية (إيران) بعد زوال حكم الشاه وسيادة الحكم الأصولي فيها. هذا الفيلم بعنوان «يوم رجم ثريا»، وتقع حوادث الفيلم المؤثر في قرية إيرانية فقيرة فيها بيوت صخرية في بيئة قاسية متزمتة... «علي» المسؤول في النظام والقريب من الحرس الثوري متزوج من بطلة الفيلم «ثريا»، ولكن عينه تزوغ على «فاطمة»، وهي فتاة ذات عين كبيرة صاخبة تبلغ من العمر 14 عاماً، ويوافق والدها على تزويجه اياها مقابل ان يقوم علي باخفاء قرار الاعدام الصادر بحق والد الفتاة الذي كان له علاقة وطيدة بنظام الشاه السابق! «علي» يقول انه لا يقدر على اعالة زوجتين، فيقرر التخلص من زوجته الاولى، فيختلق عنها قصة ان لها علاقة بميكانيكي القرية «قاسم» الذي تساعده «ثريا» في ادارة أمور منزله بعد وفاة زوجته.. «علي» ينجح مع «روزخون»، أي رجل دين أو ملا القرية، في ذلك المسعى، ورجل الدين مجرم سابق التقاه علي في احد السجون، ويبتزه في فضح حقيقته، ويساندهما في ذلك مختار القرية، وينجح علي والروزخون الفاسد والمختار بصعوبة في اقناع قاسم بالاقرار بانه على علاقة جنسية مع «ثريا»، ويشهد ابنه المراهق ايضاً بذلك، فتثبت تهمة الزنا على المسكينة التي ينص الشرع، كما يقول الروزخون، على ان عقوبتها هي الرجم، مع ان الرجم عقوبة توراتية يهودية لم يعد اليهود أنفسهم يطبقونها، وتركوا تطبيقها حتى الآن للنظم الإسلامية المتخلفة. مشهد السيدة البريئة، وقد دفن ثلاثة أرباع الجزء الاسفل من جسدها في الأرض، ترجم بالحجارة من قبل زوجها وأولادها - الأطفال - الذين اقتنعوا بان أمهم زانية، وصيحات الروزخون «الله أكبر» وبأن كل رامي حجر - من غوغاء القرية - على الزانية سيكون مكانه الجنة، كان مشهدا مأساوياً دمويا وحشيا يدمي القلوب.
القصة واقعية نقلها صحافي فرنسي عن شهود عيان، وصدر فيها كتاب بيعت عشرات آلاف النسخ منه، ثم صوّر كفيلم فيما بعد، لتنتشر فضائح المسلمين المعاصرين على الملأ!
***
على ارض الواقع وفي الصومال التعيس، وفي المناطق التي يحكمها الحزب الاسلامي الصومالي المعارض بقيادة الشيخ حسن طاهر اويس الذي لا نستبعد ان يشيد بخصاله وفضائله احد قادة اصوليينا المحليين، اعطى الحزب 30 يوماً لتنفيذ اوامره الشرعية، التي تتشابه مع اوامره السابقة بمنع السيدات من ارتداء السوتيان، وتحريم الغناء والموسيقى من اذاعاتهم ومحطات تلفزتهم.. الأوامر الجديدة هي اكثر طرافة ومأساوية، اذ انها تلزم جميع الرجال بإطلاق لحاهم وقص شواربهم خلال مهلة الــ 30 يوماً! وهي مهلة كافية ــ كما نص البيان ــ على نمو لحية من لا لحية له! حاشي محمد فارح مسؤول اقليم العاصمة في الحزب الاسلامي قال انه لن يسمح بعد هذه المهلة لأي من الرجال البالغين حلق شواربهم، مضيفا «لا نسمح باطلاق اللحى والشوارب معاً، كما لا نسمح بحلقهما معاً، بل عليهم اطلاق اللحى وقص الشوارب»، وتابع حاشي (وهو انسان وليس بجمل صغير!) «قد امرنا النساء بارتداء الحجاب الشرعي، والتزمت بذلك نسبة %99، وعلى الرجال ان يفعلوا مثل ذلك»، وقال «سوف نتخذ الخطوات الملائمة ضد من يتجاهل تنفيذ هذه الاوامر» (صحيفة «الشرق الاوسط» 2010/6/22).
وهذه القصص المحزنة لتصرفات منسوبة إلى الاسلام والمسلمين بكل طوائفهم نهديها لمن في قلوبهم مرض، ولمن يهمز ويلمز لعدائنا للاسلام والمسلمين بانتقائية، مكررين لهم اننا في حالة عداء دائم مع المسلمين وغيرهم لاعتدائهم الدائم على الحريات، وعلى المشاعر الانسانية، ولن نلتفت لهرائكم الذي ينضح عنصرية وطائفية وشخصانية، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

***
• هامش:

النائب الطبطبائي يقول ان تاريخ العالم بعد 2010/5/31 يوم الهجوم على السفينة مرمرة ليس كما قبله! وذلك اليوم فاق وستفوق الآثار الناتجة عنه أحداث يوم 11 سبتمبر 2001! ونحن نتمنى ان يساهم هذا اليوم في اعادة انتخاب الطبطبائي الدورة تلو الأخرى، وذلك بعد ان اعيد انتخابه عدة دورات لمجرد مهاجمة بعض الكتاب الليبراليين له - كما زعم - فقد يكف أولئك الليبراليون عن الهجوم عليه يوماً ليشفع له يوم 2010/5/31 التاريخي الذي صور لنا النائب انه كان أحد ابطاله! ويقولون ليش دائما تذكرون الطبطبائي في مقالاتكم؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك