عبداللطيف الصريخ يُذكر المسؤولين الظالمين بأن لهم نهاية مؤلمة في الدنيا قبل الآخرة، فليحذروها فهي قريبة جدا !!
زاوية الكتابكتب يونيو 26, 2010, 1:23 ص 1757 مشاهدات 0
.عبداللطيف الصريخ
زاوية مستقيمة
لظلم ظلمات يوم القيامة
الظلم من أبشع أنواع السلوك الذي قد يمارسه بعض الناس ضد إخوانهم في الإنسانية، وهو أخذ للحقوق، يقهر فيه الإنسان غيره، مستخدماً قوة المنصب أو سحر المال، ويسخر كل إمكاناته ومهاراته وطاقاته ليمتص دم غيره، ويفرض سلطانه الزائل لا محالة في يوم من الأيام، وما علم المسكين، أو أنه يعلم ولكنه يتناسى أن القوة لله جميعاً، والظلم ظلمات يوم القيامة.
وأشنع الظلم أن يظلم الإنسان نفسه، بتضييع من يعول، فكلنا راع، وكلنا مسؤول عن رعيته، وكل واحد منا لديه دائرة من المسؤولية حسب موقعه من الإعراب، فرئيس الوزراء دائرة مسؤولياته تسع كل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة التي تشارك فيها الحكومة بنسب مؤثرة، والوزير دائرة مسؤولياته تنحصر في مجال وزارته، سواء الجوانب التنفيذية، أو الإدارية. الوكيل، الوكيل المساعد، المدير، المراقب، رئيس القسم، الموظف، كل واحد منهم مسؤول في مجاله، وتقصيره في عمله ظلم للذات أولاً، وظلم للآخرين من وجه آخر، فالعدل أساس الملك، وعندما يميل ميزان العدالة يختل النظام.
الكويت فيها إرث كبير من قوانين وقرارات ولوائح، والدستور أكبر شاهد على هذه الحقيقة، فهو أبو القوانين، ولقد بذل المشرعون جهوداً كبيرة لسن الكثير من القوانين واللوائح المنظمة للشأن الخاص والمصلحة العامة، ولكن هل هذا يكفي لردع المخالفين لها، الراقصين ببهلوانية على أنغام الفساد، المتمثل بجيش جرار من المتنفذين والمتمصلحين والمتملقين، دون رادع يردعهم من وطنية أو أخلاق أو دين، أو حتى خوف من ملاحقات قانونية، فلقد غدت لهم جذور في كل تربة من أرض الكويت، ولا عزاء للمخلصين الناصحين؟
شيء يبعث على الأسى أن ترى شباباً مثل الورود، وقد ارتسمت على وجوههم علامات الإحباط من كثرة ما يواجهونه ويسمعونه من ظلم المسؤولين، فهذا يقدم قريبه، وذاك يدافع عن ابن عمه، وتلك المجموعة حولت المناصب والمكافآت والمهمات الرسمية في الوزارة إلى (كعكة) خاصة بأفراد حزبها، وممارسات كثيرة غيرها تقتل كل أمل بالتنمية، إن كان مثل هؤلاء هم من يقودونها.
لست محبطاً أو متشائماً، فالأمل بالله كبير، ولو خليت خربت، والصالح أكثر من الطالح، (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت السماوات والأرض)، ولكني هنا علقت الجرس مذكراً المسؤولين الظالمين بأن لهم نهاية مؤلمة في الدنيا قبل الآخرة، فليحذروها فهي قريبة... قريبة جداً، ليس دونها إلا دعوة مظلوم، فإن دعى استجاب الله له.
تعليقات