سعود السبيعي يرى أن ظاهرة عدم الحياء فى المجلس لم تظهر على السطح إلا بعد مجلس 1992
زاوية الكتابكتب يونيو 24, 2010, 12:15 ص 1828 مشاهدات 0
لا حياء ?في المجلسالخميس, 24 يونيو 2010
سعود السبيعي
ليس بمستغرب أن تنحدر الأمور بين أعضاء السلطتين إلى هذا الدرك الأسفل من التعامل، فليست موقعة دليهي والساير هي الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتراشق فيها الأعضاء بالألفاظ بما خف وزنه واشتد ألمه وما ينتج عن الشجار من كلمات أشبهها بحمم بركانية أشد غلظة من وقع الحسام المهند بعد ان استبدلوا مصطلح «لا حياء في العلم» إلى «لا حياء في المجلس»!
فإذا كان ممثلو الأمة يرتكبون التصرفات الشائنة داخل المؤسسة التشريعية فماذا عساهم فاعلون خارجها؟! انهم لن يتورعوا عن ارتكاب أي فعل أو قول يرونه أوفى لما يعتقدون، فقد سبق أن قام أحد النواب بالاعتداء على أحد رجال الشرطة، وآخر رشق قيادياً كبيراً في الداخلية بمنفضة السجائر وكثيرة هي الحوادث والقصص التي يكون أبطالها نواباً سواء خارج المجلس أو داخله، وكنا نحن العوام نلتمس العذر للنواب على اعتبار ان تعدياتهم تلك هي جزء من العمل النضالي وتأديب المارقين على القانون الذين يحاولون تهميش دور رموز الأمة ولكن فظاعة الأحداث وتواترها داخل المجلس بين النواب وبينهم وبين الوزراء جعل الجميع يتساءل عن الأسباب والدوافع التي يتحول بها النائب الكويتي من كائن ديموقراطي أليف إلى ديكتاتوري متوحش يستبدل بالحوار المتمدن أدوات قابلة للكسر، ورموا بعذوبة الحديث في حاوية قمامة، تلك الظاهرة لم تظهر على السطح إلا بعد مجلس 1992 في حين كانت المجالس السابقة لهذا التاريخ رغم حدة المناقشات تبقي العلاقة في اطار الاحترام والتقدير المتبادل ولكن السلوك النيابي اختلف تماماً في حقبة ما بعد التسعينيات، فقد برزت على الساحة السياسية ظاهرة تدني الخطاب السياسي بشكل عام لا فرق بين خطاب وزير أو نائب إلا أن التعدي النيابي هو الأبرز والأكثر استهجانا، إنهم وضعوا انفسهم موضع المثل الأعلى للعامة في وقت كنا نتصور فيه ألا تخرج قلة الأدب ممن يرفعون شعار الأدب!
تعليقات