ما لدى النفيسي من هواجس وأفكار الاندماج يراها عبدالعزيز القناعي شحنات كهربائية زائدة عن اللزوم

زاوية الكتاب

كتب 1234 مشاهدات 0


 



كهرباء النفيسي? ?زايدة     
Wednesday, 23 June 2010 
عبدالعزيز القناعي


ليس من السهولة إلغاء كيان وطن وشعب ما من على الخريطة الجغرافية بحجة الاندماج والوحدة التاريخية وخصوصا في? ?ظل الأوضاع السياسية الراهنة وما حولنا من تداعيات إقليمية وعربية أفرزت حقائق عدة بعيدة عن هذا التصور والأحلام الوردية وعايشناها مرارا وتكرارا في? ?بدايات القرن الماضي? ?بحكايا الوحدة العربية وغيرها،? ?ما اثبت فشلها وعقمها السياسي? ?على المدى البعيد،? ?وقد أخذت تصريحات د.النفيسي? ?الأخيرة بعدا قريبا من هذه الأحلام والتصورات القائمة على تمنيات ورؤى قاصرة عن حرية الشعوب ومعرفة رأيها بمثل هذه الاندماجات،? ?وقد? ?يعزو سبب طلب الوحدة مع الدول الاخرى إلى احد الأسباب لضمان الاستقرار السياسي? ?وتعظيم الذات أمام التحديات والمخاطر الإقليمية المحيطة بنا ولكن ما هو? ?غافل عن بال الكثيرين أننا وفي? ?الوقت الراهن نشهد بروز دور الأمم المتحدة والتحالفات الاخرى في? ?حفظ التوازنات الإقليمية والحفاظ على المصالح المشتركة كما هي? ?بعيدا عن اي? ?مغامرة أو لعبة سياسية لا تعرف نتائجها وما تؤثر به على الساحة وفي? ?الكويت حيث? ?يطالب النفيسي? ?مرارا وتكرارا بالاندماج الوحدوي? ?مع الجارة السعودية لزيادة الاطمئنان التاريخي? ?والسياسي? ?وأيضا للوقوف صفا واحدا أمام التحديات الخارجية وكما? ?يعتقد بأنها قد تكون قادمة من الجارة إيران أو من الولايات المتحدة الأميركية في? ?المستقبل،? ?ما ولد لديه شحنات كهربائية زائدة عن اللزوم فالسياسات الخارجية تحكمها مواثيق وقوانين تخضع لإشراف واحترام الدول الموقعة عليها وهي? ?قائمة تحت مجهر وسمع الدول العظمي? ?وهيئات الأمم المتحدة في? ?هذا الشأن وقد تكون تجربة المقبور صدام هي? ?الاستثناء الأخير للبطش السياسي? ?العبثي? ?ولكن ما? ?يدعونا إلى التفاؤل هو ردة الفعل آنذاك حيال هذا الغزو وما تمخضت عنه التحالفات السياسية وقوانين الأمم المتحدة الصارمة في? ?هذا الشأن?.?
إن مثل هذه التصريحات والأفكار لا تخدم تعزيز مفهوم?  ?المواطنة والإيمان بالوطن كتاريخ وحضارة وعادات وتقاليد تمسك بها الشعب الكويتي? ?منذ قديم الزمان وحافظ عليها بالغالي? ?والنفيس وبذلت الأرواح سبيلا إلى ذلك،? ?فلا? ?يستوي? ?من? ?غسل? ?يده من الشعب الكويتي? ?بإرادته بمن? ?يعمل ويجاهد من أجل الكويت وحمايتها من كل مكروه،? ?وفي? ?جانب آخر فان الاندماج والوحدة الخليجية المزعومة تتداعى أمام المصالح الفردية للدول والحكومات بناء على سياساتها الخاصة،? ?واقرب مثال على ذلك هو ما تم مؤخرا من تأجيل مشروع البنك الخليجي? ?الموحد وإلغاء مشروع درع الجزيرة فإذن نحن أمام مفهوم تعزيز فردية الدول الخليجية في? ?الاستقرار السياسي? ?والحفاظ على مصالح كل دولة بعيدا عن أي? ?ارتباط سياسي? ?ربما? ?يحمل الكثير من المخاطر والتداعيات الأخرى نظرا لعلاقات الدول الخليجية المختلفة مع الدول الإقليمية والعربية وقد أشار الأستاذ عبدالرحمن الراشد بمقاله في? ?جريدة الشرق الأوسط?  ?بهذا الشأن وهو ما? ?يمثل نوعا ما الرأي? ?السعودي? ?بان فكرة الاندماج? ?غير مرغوبة لدى الجميع ويفضل الاستعاضة عنها بمبدأ وفكرة التعاون والتنسيق الخليجي?.?
إن اعتزاز أي? ?دولة وكيان في? ?العالم هو بما قدمته من تضحيات وما أنشأته من قيم وحضارة على مر تاريخها وكم نشهد وحتى هذه اللحظة قيام دول واستقلالها من اجل أن تقرر هي?  ?وبشعبها ما? ?ينتظرهم من مصير،? ?فالأحرى بالدكتور النفيسي? ?ان? ?يدعو إلى الاعتزاز بهوية الوطن وكيانه وان لا? ?يبث الألم وينكأ الجراح،? ?فكلنا نعمل فنخطئ ونصيب،? ?وخيرنا من? ?يصلح ويقوم اعوجاجه،? ?ونحن في? ?الكويت نقدس تراب هذا الوطن الغالي? ?ولا نرضى له بديلا فقد عشنا أهوالا وصعابا شتى فكانت وحدتنا الوطنية وإيماننا بأن الكويت هي? ?الباقية هو ما جعلنا نعيش هذه الأيام?.?

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك