غيبوبة المشروعات السياحية !!

زاوية الكتاب

كتب 3379 مشاهدات 0


شركة المشروعات  السياحية تأسست عام 1976 بهدف انشاء مشاريع ترفيهية , وبداياتها  كانت موفقة في بناء مشروعات لها ثقلها انذاك, ولكنها الآن تعيش على اطلال  الماضي البعيد الذي اثقل كاهلها, وتوقفت عجلة مشروعاتها عن الدوران وتباطأت خطواتها وتراجعت انجازاتها وتحجرت في مكانها.

 والعجيب ان الميزانية السنوية للمشروعات وصلت الى 14 مليون دينار ! وهوما يدفعنا الى التساؤل 'أين ومتى كان اخر مشروع للشركة ؟ مع العلم أن كل  ماتقوم به الشركة الآن هو صيانة لمشاريع أكل عليها الدهر وشرب وعشش فيها الروماتيزم وتكلست وتقلصت واختزلت انجازاتها فى صيانة مقاعد الالعاب بالمدينة الترفيهية و تظبيط خصر النافورة الراقصة التعيسة التى تملكهاوالتى اتمنى تشييع جثمانها ودفنها باسرع وقت ممكن حفظا لماء وجهنا بعدمشاهدتى لجمال نظيرتها فى مدينة دبى الاماراتية فشتان الفارق بينهما .

والكارثة  الحقيقية ان المشروعات السياحية تستحوذ على اكثر الاراضي استراتيجية بالكويت فهي تهيمن على معظم ساحل الخليج العربي من ابراج الكويت الى مسنة الشعب و من شوبيز سابقا الى البدع, و المشكلة الاعظم ان اخر مشروع نفذته الشركة كان منذ عشر سنوات تقريبا قبل أن تدخل فى غيبوبة عميقة لايعلم نهايتها الا الله ويكفى ان نشير على سبيل المثال الى أن الجزيرة الخضراء التى تم تأسيسها سنة 1988 وهي الى الان 'يا مولاى كما خلقتني !'

 وكل المشروعات  التى تعود لجلالة الشركة تدعو  للاستغراب و الحيرة فان زرتها  لا تشعر انك فى نهاية العقد  الاول من الالفية الثالثة, بل  تبادرك صورة اقرب لضبابية الابيض  و الاسود و كانك قد سقط  عنوة فى خمسينيات القرن   الماضي, فكل ماترمقه عيناك غث  و متهالك والخدمات غائبة والمرافق  تئن من الاهمال والمحصلة الاجمالية  للشركة لاتسر الناظرين .

ان الدولة وضعت الخطط ورصدت الميزانيات للبدء  فى تنفيذ الخطة التنموية للدولة والدخول  الى مرحلة الكيانات الكبرى والشروع  فى تدشين حزمة من المشروعات الضخمة التى تساهم فى تحقيق الرغبة الاميرية السامية بتحويل البلاد الى مركز مالى وتجارى عالمى وشركة المشروعات السياحية هى احدى المشروعات الضخمة التى تحتاج الى اعادة هيكلة ولابد أن تضعها الحكومة على اجندتها الانمائية .

لقد حان الوقت  لتصويب وتصحيح  مسار تلك الشركة واخراجها من حالة السبات العميق وافاقتها  من غيبوبتها, و إزالة الغبار المتراكم عليها منذ سنوات وتحقيق الاستفادة  الجدية من مخصصات الميزانية الضخمة التى ترصد لها فى تنفيذ  مشروعات مستقبلية جدية تعود بالنفع على المواطنين والوطن حتى لا نعيش  على ذكرى مشاريع عتيقة عفى عليها الزمن . 


مثايل محمد الديحاني

الآن - رأي: مثايل الديحاني

تعليقات

اكتب تعليقك