عبداللطيف العميري لايرى فكرا تكفيريا فى أسئلة الدين فى الصف التاسع

 

أسئلة التوحيد والموالاة!
 
الثلاثاء 22 يونيو 2010 - الأنباء

الإنسان عدو ما يجهل والجهل هو آفة الأمم وهو مرض يفتك بالمجتمعات ويدمر الدول إذا ما تفشى وانتشر، وأسوأ أنواع الجهل هو الذي يتصف به القياديون وأصحاب القرار لأنهم بذلك يبنون الأحكام والنظم على قاعدة الجهل وبالتالي لا ينتج عن ذلك إلا الخراب والدمار.

إن زعم البعض بوجود أسئلة تكفيرية في اختبارات الصف التاسع لهو أكبر خطأ، وقبل ان أرد على هؤلاء أود أن أذكر نص هذه الأسئلة ثم أعلق عليها:

السؤال الأول: بم تنصح رجلا ذهب إلى القبور لدعاء أصحابها لرفع الضر وجلب النفع؟

السؤال الثاني: بم تنصح زميلك وهو يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

بالله عليكم، أين الفكر التكفيري في هذه الأسئلة؟!

هل يعتبر فكرا تكفيريا تعليم الطلبة التوحيد وإخلاص العبادة لله وتربية النشء على ان الله وحده هو النافع ويرفع الضر وان دعاء الأموات لا يجدي ولا ينفع مصداقا لقول الله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين)، وقوله تعالى: (إنك لا تُسمع الموتى..)؟! بل هو مذهب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، وقد وردت آثار كثيرة عنهم تنهى عن تعظيم القبور ودعاء أصحابها ونذكر من هذه الآثار ما جاء في «نهج البلاغة» عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال عن أهل القبور «فهم جيرة لا يجيبون داعيا، ولا يمنعون ضيما ولا يبالون مندبة ولا يخشى فجعهم ولا يرجى دفعهم»، بل هذا هو سيد أهل البيت وسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم قد قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد»، فعندما يأتي من يجهل الأحكام الشرعية وفقه أهل البيت ويزايد عليهم بجهله فهذه مصيبة المصائب وبلوى ابتلينا بها بمثل هؤلاء، وللأسف.

أما السؤال الثاني فهو عن حكم سب الصحابة، وهل سب الصحابة جائز ومشروع؟! إذا كانت عنده الشجاعة والقدرة والعلم فليقل بجواز سب الصحابة، وحسبنا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

أفلا نتوقف عند هذا الحد ونتمسك بالدليل من كتاب الله وسنة نبينا وأقوال أهل بيته وسلفنا الصالح، ولا نلتفت للباحثين عن بطولة ومواقف، ونرسخ مبادئ التوحيد الخالص والموالاة لصحابة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.