القوى السياسية ساذجة وصفيقة، فباقر يرى الوطنية دولة دينية والسعدون يحصرها بمجلس الأمه والخطيب يراها فقط بمنع حكم الشيوخ والكل عندهم وطني حتى اللصوص والمعادين للدستور ما عدا الشيوخ-مختصر مقالة عبداللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 715 مشاهدات 0


ما عندكم من السياسة نتفة
21/10/2007  بقلم: عبداللطيف الدعيج
ليس هناك من هو اكثر سذاجة وفي الواقع صفاقة ايضا، مما يسمى بالقوى السياسية. فاغلب هذه القوى ليست سياسية على الاطلاق، ولا تملك من السياسة نتفة، بل ان سبعة اسداسها - ليس خطأ مطبعيا- هي مجاميع دينية تتعيش على فقه الامس وشرائع الغير، ليس لديها فكر غير ما تنسخ من كتب الامس، وليس لديها برامج غير ما مارسه الاقدمون.
اغلب هذه المجاميع معادية بطبيعتها للنظام الديموقراطي ولدستور الكويت. وكلها، وبلا استثناء، ليس معنيا بالباب الثاني 'مقومات المجتمع الكويتي' وهو الباب المعني بتنظيم العلاقة بين الناس وحماية حقوق الافراد وتحديد علاقة المواطنين ببعض. الدستور عند البعض منهم هو المادة الثانية بتفسيرها 'الباقري' الذي يرى الكويت من خلالها دولة دينية. والبعض الآخر ليس معنيا الا بالتفسير 'السعدوني' للنظام الديموقراطي الذي يحصره في مجلس الامة، والقلة الاقل لا ترى فيه غير المادة السادسة، ولكن بتفسيرها ' الخطيبي' يعني الشيوخ ما يحكمون، يحكمنا عوير او زوير، لا يهم، المهم..الا يكون شيخا.!!. الدستور هو لتنظيم العلاقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين المواطنين والمقيمين.. عند من يسمون انفسهم قوى سياسية هو لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبس.. والعلاقة بين الناس..!! هذي عند الدينيين مثل اللبراليين نظمها الشرع.
المجاميع السياسية في الكويت متحدرة من اصول ومواقع عربية، واغلبها كان، وفي الواقع لا يزال، مرتبطا بهذا الشكل او ذاك بالاصل والمركز العربي او الاسلامي. الاحزاب والتجمعات العربية والاسلامية نشأت معادية للاستعمار وللقوى المحلية المرتبطة به او المنبثقة عنه، لهذا فانها جميعا- ومجاميعنا 'السياسية' بالذات - ترى في كل ما ومن هو معاد للسلطة ' قوى وطنية' او قوى سياسية معارضة. كل من يعادي السلطة او الحكم، لاي سبب هو 'معارض'، والمعارض وطني بالطبع لان كل الدول العربية كانت مستعمرة وكل الدول العربية - مع ان الكويت استثناء- تحكمها انظمة استولت على الحكم بالقوة، وكل الدول العربية - والكويت في مقدمها - لديها 'حكومات ثابتة'. لهذا فان المعارض لهذه الحكومات وطني او على الاقل شعبي وليس حكوميا..
كل معارض وطني، لهذا اجتمعت 'القوى السياسية'، وللعجب اتفقت - بالنسبة لي اتفاقهم مفروغ منه فكلهم صبغة واحدة - على الدفاع عن دستور 1962 والذود عنه. السلفي مع الاخوانجي مع اللبرالي مع الوطني مع من هو متهم بالولاء لايران كلهم وطنيون. نواطير المال العام مع الحرامية الذين اغتصبوا اراضي الدولة اتفقوا على حماية الدستور. الجميع قوى سياسية والجميع معارضون والجميع ايضا وطنيون عدا ' الشيوخ'.. عجايب !!!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك