محمد الجاسم شخص ضعيف يواجه خصوما سياسيين عتاة ، ومع ذلك أصبح رمزا لحرية الكلمة وشموخها وقضيته إزدادت توهجا وعلوا وأضعفت خصومه !! هكذا برى زايد الزيد
زاوية الكتابكتب يونيو 20, 2010, 12:27 ص 2061 مشاهدات 0
سجن الجاسم .. إدانة لنا !!
زايد الزيد
مرت يوم أمس الذكرى التاسعة والأربعين ليوم الاستقلال المجيد ، وصادف أن كانت هذه الذكرى هي أيضا انقضاء اليوم الأربعين على حبس حرية سجين الرأي محمد عبد القادر الجاسم !!
لقد أصبح الجاسم – بحبسه هذا - رمزا لحرية الكلمة في البلاد وشموخها ، شاء من شاء ، وأبى من أبى ، فالتعسف الذي غلّف ' إجراءات ' القضية ، أضعف خصوم الجاسم كثيرا ، وزاد قضيته توهجا وعلوا !!
التعاطف الدولي دخل على خط القضية ، وسيراقب عن كثب إجراءاتها ومآلها ، ولن يتركها حتى يتبين ' الرشد من الغي ' !
حينما جاءنا في جريدة الإلكترونية ، خبر تخصيص جريدة ' الواشنطن بوست ' الأميركية ' افتتاحيتها ' للحديث عن حبس حرية الجاسم ، لم أصدق الخبر ، واعتقدت أن المقال هو لأحد كتاب ' الواشنطن بوست ' وليس رأيها الرسمي ، وبعد أن تأكدت من صحة الخبر ، انتابتني مشاعر الفرح أولا ، ثم مالبثت قليلا ، حتى داهمني بعدها شعور من الأسى !!
الفرح كان بسبب مناصرة جريدة رصينة وعريقة ومؤثرة وذائعة الصيت ك ' الواشنطن بوست ' ، لشخص كويتي ضعيف يواجه خصوما سياسيين عتاة ، ف ' الواشنطن بوست ' من أكثر الصحف تأثيرا على دوائر القرار السياسي الرسمي في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن المؤكد أن هذه المناصرة ستثمر في صالح حرية الجاسم ، وبالتالي في صالح حرية الكلمة والرأي في الكويت !
أما شعور الأسى فكان يتسلل إلي من مضمون ' الافتتاحية ' وأنا أقرأها ، سطرا يتلو الآخر ، فبعد أن عدّدت الجريدة بعض الايجابيات الكويتية ، كتمثيل المرأة في البرلمان ، وأن حرية الصحافة عندنا تفوق ماهو موجود في دول مجاورة ، قالت : ' وعلى الرغم من ذلك، فإن الاستحقاق الذي حققته دولة الكويت ، بما وفرته من حريات، يكاد يمحق تحت وطأة اعتقال واحد من أبرز الصحفيين ' ! وبعد أن بينت الجريدة أن الجاسم يكتب منتقدا ' السياسيين ' و سلوكهم السياسي ' المخرب ' في الدولة ، استغربت من طبيعة الرد على تلك الانتقادات فقالت أنه جاء ' في صورة حملة تجاهلت إلى حد بعيد أحكام القانون الذي كان من المفترض أن تدعمه. أولاً، تم توجيه مجموعة من قضايا السب والقذف ضد السيد الجاسم، والتي أسفر إحداها عن حكم بالحبس لمدة ستة شهور صدر في أبريل الماضي. وبينما كان الحكم معروض على محكمة الاستئناف، تم القبض عليه مرة أخرى في 11 مايو تطبيقاً لقانون أمن الدولة، ووجهت إليه تهمة محاولة الإطاحة بالنظام و 'إحداث بلبلة للإخلال باستقرار المجتمع الكويتي'. وحالياً يحتجز الكاتب البالغ من العمر 54 عاماً، والذي يعاني من اعتلال صحي، في سجن مشدد الحراسة، كما لو كان متهماً عنيفاً. كما تم إحضاره إلى المحكمة لحضور الجلسات وهو مكبل بالأغلال وتم احتجازه في قفص الاتهام. وأخيراً منعت الصحف المحلية من التغطية الإعلامية لمحاكمته التي تستأنف في 21 يونيو ' !!
والآن ، أتساءل : هل يقبل أحد في الكويت ، أن تصبح صورتنا هكذا ، في واحدة من أهم الآلات الإعلامية الرصينة والمؤثرة ، في الدولة التي كان لها الفضل – من بعد الله – في تحريرنا من براثن الغزو الصدامي ؟ هل يعقل أن تقوم حجة تحريرنا من الغزو عند رجال السياسة والاعلام في الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم ، إنما يدافعون عن دولة 'كانت ' تنعم بالديمقراطية والحرية ، وأنهم مؤمنين بصدق ' التعهدات ' التي أبرمت في مؤتمر جدة الشهير الذي عقد في أكتوبر 1990 ، والكويت ترزح تحت الاحتلال ، هل يعقل هذا ، بينما نحن اليوم نضيّع بأيدينا كل هذا التعاطف من خلال ' تصرفات ' غير مدروسة ، يغلب عليها طابع ' الشيخة ' ، بدلا من احترام دستور الدولة وقوانينها ؟؟
حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه ، والحرية لسجين الرأي محمد عبد القادر الجاسم ..
تعليقات