د.وليد الطبطبائي يروى قصته من أسطول الحرية
زاوية الكتابكتب يونيو 17, 2010, 11:56 م 2560 مشاهدات 0
لماذا «أسطول الحرية»؟!
كتب د.وليد الطبطبائى
كتبت مقالات أربعة جلها عن النساء البطلات اللاتي كن على ظهر سفينة مرمرة ضمن أسطول الحرية، واليوم اكتب عن قصة اسطول الحرية من البداية لاسلط الضوء على جوانب مهمة تغيب عن البعض ويسأل عنها الكثيرون.
بداية فكرة المشاركة في اسطول الحرية كانت في شهر ابريل الماضي أي قبل نحو شهرين من انطلاق رحلة اسطول الحرية، حيث زارني في مكتبي في مجلس الامة وفد منظمة (IHH) التركية التي تنطق باللغة التركية (إي هاها)، وقد اخبروني بانهم سيروا اكثر من قافلة برية الى غزة، وهم يرغبون هذه المرة بالوصول الى غزة بحرا بعد المعاناة التي عانوها سابقا حتى الوصول الى معبر رفح فيما يسمى قافلة «شريان الحياة» وقتها كان لدي شك بان هذه الفكرة قابلة للتطبيق، فمعلوماتي ان دولة الكيان الصهيوني تطبق الخناق على «غزة» وانها لا تسمح لسفن اغاثة بالوصول الى غزة، ولكن ما كان لي ان اثبط الهمم بل رأيت ان من واجبي ان اشجع هذه الخطوة، فان تمت كان بها وان لم تتم لسبب ما فلن اشعر وقتها بتأنيب الضمير.
وفعلا وقبيل موعد الرحلة بأيام تم ارسال برنامج الرحلة لي الذي يسبقه احتفال كبير في اسطنبول لانطلاق السفن، وقد اعتذرت عن المشاركة في هذه الاحتفالية، واكتفيت بالذهاب مباشرة الى ميناء مدينة انطاليا حيث مقرر ان تنطلق سفينة مرمرة محملة بالعدد الاكبر من المشاركين في اسطول الحرية.
في يوم الجمعة الموافق 2010/5/21 جرت احتفالية جماهيرية في القرن الذهبي باسطنبول قامت فيها الاخت أم عمر الجار الله بالقاء كلمة الكويت عبر خطبة عصماء معبرة، ولقد اعطيت الكلمة للكويت تقديرا للمساهمة بسفينة كاملة ضمن اسطول الحرية وقد سميت هذه السفينة بسفينة «بدر» تيمنا بغزوة بدر الكبرى، وكانت هذه السفينة فألا حسنا حيث جرت الوقائع بعد ذلك والنتائج بما يشبه غزوة بدر مع بعض الفوارق.
وفي يوم الاثنين 2010/5/24 وصلت انا الى مدينة انطاليا عبر اسطنبول وقد التقيت مع بقية الوفد الكويتي لاول مرة في مطار اسطنبول، ولما وصلنا انطاليا اخذونا بالباصات الى ملعب كرة السلة الاولمبي المغطى حيث جرت احتفالية قبيل الانطلاق حيث كان المشاركون في اسطول الحرية يتجمعون هنا، وقد تحدث في الحشد الكبير السيد بولنت يلدرم رئيس منظمة (IHH) التركية التي تقود سفينة مرمرة كبرى سفن اسطول الحرية، واعلن بولنت ان السفينة لن تتحرك بالغد كما هو مقرر وانه سيطرأ عليها تأخير نظرا لتأخر انطلاق السفن المصاحبة القادمة من اليونان ومن اوروبا.
وفي مساء الخميس 2010/5/27 صعدنا الى سفينة مرمرة ولم يكن على السفينة كابينات نوم او أسرّة معدة لذلك، فكان النوم اما على المقاعد او على سطح السفينة اما الطعام فكان فقط معلبات فاصوليا وسمك تونة مع قطعة خبز اما الافطار فكان جبن ابيض مع زيتون وطماطم مع قطعة خبز. كان الجو الايماني من صلاة وقيام ليل ومحاضرات يتخللها جلسات ترويحية يتم خلالها القاء قصائد واناشيد باللغة العربية وبالتركية تارة اخرى.
ووصلت السفينة الى قرب الشواطئ القبرصية حيث تنتظر اكتمال وصول بقية سفن الاسطول القادمة من اليونان وقبرص، وكانت السفينة نحو يومين كاملين دون حراك من عصر الجمعة حتى عصرالاحد. وعندها بدأ تحرك السفن باتجاه شواطئ غزة وقد ابلغنا باننا يجب ان نكون جميعا مستعدين غدا صباح الاثنين لمواجهة اي تدخل اسرائيلي محتمل. وهكذا انطلقت مساء الاحد 2010/5/30 سفينة مرمرة تقود وراءها اسطول الحرية في مشهد مهيب، وصلينا المغرب والعشاء جمع تقديم وقرأ الامام سورة الانفال وصلى معنا المطران كبوشي وبعد الصلاة القى الشيخ رائد صلاح كلمة معبرة، وتلاه المطران كبوشي بكلمة تضامنية.
واخذ الجميع يتجاذبون الحديث بعد ذلك عن التوقعات والسيناريوهات المتوقعة للمواجهة من جيش الاحتلال الصهيوني، وللحديث بقية.
???
< عادل القصار في ذمة الله:
بعد صراع طويل مع المرض جاءنا خبر وفاة الأخ الفاضل عادل القصار الكاتب في جريدة القبس، والأخ عادل من اوائل الكتاب الذين اخذوا على عاتقهم الدفاع عن القضايا الاسلامية وعن هوية المجتمع الكويتي، وكان لقلمه واسلوبه البارع اثر كبير في قراء زاويته المحبوبة.
فرحم الله الأخ عادل القصار، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وليد الطبطبائي
تعليقات