أحمد المليفي يكتب عن « بلاعين البيزة» «اللي خربوا البلد» واساءوا الى الديموقراطية وشوهوا الحياة العامة
زاوية الكتابكتب يونيو 18, 2010, 12:50 ص 2545 مشاهدات 0
بلاع البيزة
احمد المليفي
الشعر والقصص يعكسان واقع المجتمعات وما يدور فيها من أحداث. ولو رجعنا الى شعر فهد العسكر أو فهد بورسلي رحمة الله عليهما وهما يشخصان بشعرهما واقع البلد في فترتهما ووضع الفساد والنفاق وأحوال المنافقين فيها لوجدنا الحال لا تختلف كثيرا عما نحن فيه.
يقول الشاعر فهد العسكر:
الله يشهد وما أنا بالذليل المستكين
لا درهم ولو حزت النضار لألهوني
أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني.
أو رحت احرق في الدواوين البخور لأنصفوني.
ويقول الشاعر فهد بورسلي:
دار لغير عيالها مشكورة ولا ابنها تلعن أبو أسلافه.
دار يعيش بها الغريب منعم وتعيش فيها أم احمد العجافه
آسف على الطيب تردى حاله ولا الردى ما من عليه حسافه
ومع ذلك كان البلد يتطور ويتقدم لأن الناس أو الأغلبية من الناس كانت صالحة وجادة في بناء وطنها والمنافقون والمهرجون معروفون ومكانهم محدد.
اليوم الحال نفسها، النفاق والكذب والدجل و«كثروا بلاعين البيزة» وتصدروا المجالس الخاصة والعامة وصورهم تملأ الصحف والمجلات. «الواحد فيهم كل محترجه عنده حلال» وتستحق اللهف. يمشي بدون استحياء و«يقط الجذبة» (يكذب الكذبة) وتنشرها الصحف ويتكلم فيها أمام الناس ويتحدى بصدقها ثم يظهر كذبه وافترائه فلا تجد منه اعتذارا أو حتى استحياء بل تجد منه تماديا واستمرارا بالكذب من جديد.
وأنا انظر الى أمثال هؤلاء الأشخاص «اللي خربوا البلد» واساءوا الى الديموقراطية وشوهوا الحياة العامة بفعل مخطط ومدروس من الأيدي الخفية التي تمولهم بالمال وتدعمهم بالنفوذ أقول «والله شاطر اللي استثمر بمثل هذه النوعية لا حيا ولا مستحى وهم مثل الهامور ياكل كل طياح البحر ومع ذلك له شراي».
ورغم سوء الوضع والاعتراض عليه الا أن النخبة الطيبة الموجودة دائما تأخذ جانب السلبية تنتقد وتعترض في دواوينها ثم تذهب الى بيتها دون فعل لتستعد لمزيد من الكلام والنقد في الغد وهكذا والبلد يسير من سيء الى أسوأ و«احنا نقول يا ساتر. وهم يقولون هذا خلصنا منا يا ويلك يا الياي».
تعليقات