د.محمد عبدالمحسن المقاطع يطالب بإعلان حملة تنكيس الأقلام حتى الإفراج عن الجاسم
زاوية الكتابكتب يونيو 17, 2010, 7:46 ص 1219 مشاهدات 0
الديوانية
الثعلب.. وأزمة الكهرباء
كتب محمد عبدالمحسن المقاطع :
هل تعرفون قصة الثعلب المكار الذي أزعجته حالة الوئام التي يسعد بها حيوانات «غابة الخريف»، فبدأ في فكره الماكر يفكر كيف يخرّب عليها صفوها، فخطرت على باله فكرة جهنمية نصح بها أسدا كسولا، فقال له يجب أن تمنع كل الحيوانات من شرب الماء من بحيرة الغابة، وذلك بجلوسك قربها، ولن يجرؤ أحد أن يأتي الى هذه البحيرة ما دمت جالسا، واطلب ممن يرغب منها بشرب الماء أن يأتيك بفريستك حتى تسمح له بذلك، وسأقوم أنا (أي الثعلب) بنشر الأخبار وإذاعة الإشاعات وترتيب الأمور حتى تستجيب كل الحيوانات لمطالبك.
فتحولت «غابة الخريف» إلى حالة من الفوضى والهلع، فبدأت الحيوانات كلٌّ يحاول أن يقدم غيره فريسة حتى يبقى على قيد الحياة بشربه للماء، فبدأت الحيوانات تتصارع ويقتل بعضها بعضا، وكان ذلك سببا يُطرب الثعلب المكار ويشعره بالسعادة والفرح، فهو لا يحب الخير لا لنفسه ولا لأهل غابته، فكان أن هلكت الحيوانات لأنها لم تشرب الماء، وهلك الأسد الكسول أيضا لأنه لم يبق من يقدم له فريسته، فكانت النهاية مأساوية (وفي قصص كليلة ودمنة سقطت هذه القصة سهوا على ما يبدو).
وقصة الثعلب المكار تذكرنا بحال الكهرباء في الكويت. فمنذ عام 1999 وكل الدراسات تؤكد وتشير إلى أننا مقبلون على أزمة حادة نتيجة نقص الكهرباء، وبعد مضي أكثر من عشر سنوات نعيش اليوم على حافة خطر انقطاع التيار الكهربائي وتزايد حالات احتراق المحولات بوصولنا الى الحمولة القصوى للأحمال الكهربائية، ولكن هل تعرفون السبب في عدم بناء محطة للكهرباء منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم؟ الجواب وبكل أسف هو وجود من يشابه تفكيره تفكير ذلك الثعلب المكار بيننا، فعلى مدى السنوات العشر الماضية توالى على وزارة الكهرباء ثمانية وزراء لم يتمكن أي منهم من بناء محطة جديدة للكهرباء، وذلك إما بسبب تفنّن البعض في عرقلة المشروعات أو تأخير الدفعات أو إلغاء المناقصات أوهدر الوقت بالدراسات وإعادة الدراسات، أو لوجود أعضاء في مجالس الأمة المتعاقبة يزايدون على ذلك. وكل ما تقدم ليس رغبة في بناء محطات كهرباء جديدة، وإنما بهدف الحصول على عمولات أو المشاركة في المناقصات أو التكسب من البطولات الوهمية على حساب الوطن، حتى وصلنا إلى الحال التي نعيشها اليوم، رغم أن الكويت صغيرة في حجمها، قليلة في عدد سكانها، ولديها وفر كبير من الناحية المالية، ومع ذلك تصوروا أن الكويت أصبحت مهددة بانقطاع التيار الكهربائي عنها والعيش في حر قاتل، أو ظلام دامس، أو رعب في نفسيات الناس من كل ذلك، لا سبب سوى سبب مشابه «لقصة الثعلب المكار» أصبحنا في أزمة كهرباء، فيا ليت أن مؤلف كليلة ودمنة أسعفه الوقت حتى يُدرج حوارات الثعلب المكار إلى قصصه أو ربما يبادر أحدنا ليكمل هذه القصة الناقصة في يوم من الأيام.
•••
• حملة تنكيس الأقلام: إن تقييد حرية الزميل محمد عبد القادر الجاسم بشكاوى «رأي» يتطلب منا إظهار تضامننا معه بإعلان حملة تنكيس الأقلام حتى الإفراج عنه – وهو ما ندعو الكتّاب أن يُعلنوه بمساحة في آخر عمود مقالاتهم.
اللهم إني بلغت.
أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع
تعليقات