من وسائل السخرية : شعائر الله !

زاوية الكتاب

كتب 1383 مشاهدات 0



 
 عبر مرة أخرى وبلا ملل وأخصها بذلك فأقول : يقول تعالى ( ومن يعظم حرمات الله فإنها من تقوى القلوب )  لم أُذهل ولم أُصدم وأنا أقرأ عبارات الكاتب محمد الوشيحي في مقالته الأخيرة لعلمي المسبق بنهجه وأن اللسان يغرف من القلب رأساً وبشكلٍ مباشر , ومن يُريد أن يتهمني بالإستهداف دون دليل ولمجرد الإستهداف باستعداء , فعليه أن يفند العبارات التي سأتناولها ويبين لي أنني أكتب بلا فهمٍ ولمجرد الإزعاج , وأقول للجميع أن تكرار التعقيب أو تكرار التفنيد مني لا يعني بطلانه , فلو كررنا ردودنا بدليل وبيِّنة وحجة فهذا لا يقدح فيما نكتب لا من قريب ولا من بعيد , إذ العبرة فيما أتيت بهِ من دليل على ما أقول  .
 
قال الكاتب الوشيحي في مقالهِ المعنون بــ ( كي لا ترتبك الأمعاء ) بتاريخ 15 - 6  ما نصه : وكان من بين المجموعة صديق تسلل خلسة من فصيلة الغوريلا إلى فصيلة الإنسان، في غفلة من العم داروين، .. انتهى كلامه .
 
بالله عليكم وإن ساق هذه العبارة على سبيل التفكه والمزاح , أليس فيها من التعدي على فعل الخلق - المنسوب للخالق - ما يجعل السماء تئط أطاً بسببه !  لم يعرض نظرية داروين عرض الداعي لها , ولكنه عرضها عرض المصدق على سبيل التفكه , فهو عرض تقريري للعبارة وإن كان لا يقصدها , وكثيرٌ من العبارات للأسف يسوقها دوماً الكاتب مقرراً لها عن قصد أو كان غير قاصدٍ .
 
فأي مزحٍ يكون يا رفاقي في فعل الخلق وأي تفكهٍ يكون فيه ؟ فهل فعل الخلق قابل للتفكه بيننا والتندر والإستهزاء ! وبنظرية كنظرية داروين !
 
 
 
 
وهنا العبارة الكارثية الأخرى ولا أضخم المسألة , فيقول في نفس موضع المقالة ما نصه : وأشهد أن أصابع يديه لو كمش بها رقبة حاخام يهودي لنطق الحاخام بالشهادتين فوراً بأعلى صوته، ولصلّى التراويح الساعة أربع العصر .... انتهى كلامه .
 
هنا وضع أعظم الألفاظ وأعظم الأركان في مقام تندرٍ واستهزاءٍ كما تعودنا منه , واللسان يا رفاقي مغراف للقلب كما أسلفت , فالشهادتان كانت من أدوات السخرية في المقالة ,  بل هي الصورة الساخرة المركبة التي استغلها الكاتب للتندر ولإضفاء البسمة على شفاه القرَّاء  .
 
ثم يستعرض متعمداً أو غير معتمدٍ مقام الصلاة بصورةٍ ساخرةٍ أخرى يقصد منها كذلك التفكه المقالي , فلم يجد الكاتب سوى تلك العبارات وتلك الأركان الشرعية والشعائر المقدسة وحرمات الله لتكون أدوات المقال الساخرة التي من خلالها يصل إلى القارئ .
 
 
 
أقسمت عليك يا قارئ أن تنسى اسم سمران وتفكر في المشاهد السابقة , هل أحدنا لو أراد أن يُضفي الإبتسامة على غيره , لا يجد مساحة ومفردات ساخرة يستغلها  لهذا الغرض إلا في المساحة والمفردات الشرعية ؟ بمعنى ( ضاقت عليه الوسيعة ما لقى إلا الشعائر والشريعة يستخدمها للسخرية !!!!!) ألا ينبئك ذلك بأن اللسان  فعلاً يغرف من القلب ولا زال في القلب بقية ؟
 
 
لن أقول كفوا عني ألسنتكم , فلكم أعمالكم ولي عملي سلام عليكم , وكل واحدٍ منَّا يكتب وفق قناعاته ويستدل ويبرهن على كلامه , وأنا أكتب وفق قناعتي مدللاً على ما أقول وأدين الخصم بما يقول ومن فمه أدينه , فلست المتجني عطيب اللسان أشتم وأسب , وأذكركم بأن الله قال على لسان المعتذرين بالإستهزاء { إنما كنا نخوض ونلعب } فكان الرد { قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون , لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فأزال عنهم الله رداء الإيمان وألبسهم الكُفر فقط لأنهم كانوا يخوضون ويلعبون بآيات الله وشعائره , فتأمل أخي القارئ ! وسمران يحييكم
 

كتب: عبدالله بن خدعان (سمران)

تعليقات

اكتب تعليقك