سعود العصفور للنفيسي: إنه زمن ليس بزمنك يا دكتور، ولا زمن الشفافية والعلنية والوضوح، إنه زمن «السرية» والوقاحة السياسية

زاوية الكتاب

كتب 1734 مشاهدات 0



إسعود عبدالعزيز / بصراحة / الدكتور النفيسي
 
 
أتذكر عندما كنت اشرف على إعداد حلقات برنامج (أمة 2008) والذي كان يقدمه الزميل الرائع محمد الوشيحي، سعيت إلى أن يحل الدكتور عبدالله النفيسي ضيفاً على إحدى حلقات البرنامج، ولك أن تتخيل ضيفاً بمثل جرأة الدكتور النفيسي في مقابل محاور بمثل جرأة وسرعة بديهة الزميل الوشيحي. لم أترك الموضوع حتى حصلت على وسيلة للاتصال بالدكتور النفيسي وطرحت عليه فكرة الحلقة وموضوعها الرئيسي، ولم أكد أنتهي من الشرح حتى أتى رد الدكتور واضحاً بتفضيله عدم الخوض في الشأن المحلي في الفترة الحالية وتركيزه على القضايا الإقليمية. تفهمت عذره وأسبابه حول الظهور الإعلامي خصوصاً مع عدم ظهوره على الشاشات المحلية منذ سنوات، ولم أتفهم آنذاك أسباب ابتعاده عن مناقشة الشأن السياسي المحلي، ورأيت في ذلك الوقت أن الدكتور يفضل طرح نفسه كمفكر ومحلل سياسي مختص في الشأن الإقليمي أكثر من الشأن المحلي، وهذا بالتأكيد من حقه، حتى قرأت ما ذكره في ديوانية الزميل الآخر سعد المعطش، وهنا أدركت بالفعل الأسباب التي تقف خلف ابتعاده عن مناقشة الشأن المحلي.
الدكتور عبدالله النفيسي، صريح إلى حد لا تتحمله وسائل إعلامنا، والدليل على ذلك أن جميع وسائل الإعلام المطبوعة نقلت أقواله في ديوانية المعطش ناقصة أو مبتورة أو مشوهة، ولو لم أقرأ تفاصيل الحوار في صحيفة الكترونية لبقيت حقيقة ما قاله على ذلك البتر والتشويه. كما أن مثل هذه الصراحة، التي قد نتفق أو نختلف مع مضمونها، لا يمكن أن تمضي من دون أن تغضب الكثيرين، ونحن نعيش اليوم في مجتمع فيه من الحساسية تجاه النقد ما يعجز عن معالجته علماء النفس مجتمعين.
أضف إلى ذلك أننا نعيش حالياً في أسوأ فترات القمع الفكري، وأبشع مراحل التضييق على أصحاب الرأي، ومثل هذا المناخ والجو السياسي والإعلامي لا يشجعنا نحن على المشاركة السياسية، فما بالك بشخص مثل الدكتور النفيسي عاصر التقلبات السياسية والإعلامية في الكويت منذ السبعينات وحتى اليوم.
الآن فقط تفهمت أسباب عزوف الدكتور عبدالله النفيسي عن الخوض في الشأن المحلي، فمن يريد أن يغوص في مثل هذا الشأن الذي اصبح كالمستنقع الراكد تتكاثر فيه الطفيليات والحشرات الجالبة للأمراض، وتعاني منه الأنفس السليمة. إنه زمن ليس بزمنك يا دكتور، ولا زمن الشفافية والعلنية والوضوح، إنه زمن «السرية» والوقاحة السياسية.

«الحرية لسجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم»

 

سعود عبدالعزيز العصفور
 

الرأى

تعليقات

اكتب تعليقك