صرخة مدوية يطلقها الآباء
شباب و جامعاتأبناؤنا يتهربون من المذاكرة وقت الامتحانات!!
يونيو 15, 2010, 2:14 ص 1391 مشاهدات 0
حالة نفسية متوترة تنتاب الأسر هذه الأيام، بسبب امتحانات نهاية العام الدراسي، حتى باتت أمرا مرعبا تصاب به الأسرة كل عام بهذا الوقت، وللأسف أن الأبناء هم الذين يحملون على عاتقهم الضغط النفسي المبالغ نحو نتيجة ما يحدث حولهم، وخاصة خلال هذا الوقت.
أمهات يصرخن بسبب عدم رغبة أبنائهم في الدراسة خلال فترة الامتحانات، معتقدين أن الخلل فقط في أبنائهم، وربما يربطونها بالحسد والعين بسبب تميز أبنائهم، ونجد هناك من تتردى حالته الصحية والنفسية نتيجة ما يلاقيه من أسرته من ضغوطات ربما ليست مقصودة، فهل فعلا يتبع الآباء والأمهات الأسلوب الأمثل في تحسين الأجواء لأبنائهم؟ أم أنهم فقط يسيرون حسب ما تعودوا عليه؟ متناسين أن العامل النفسي يلعب دورا مهما خلال هذه الفترة .
فالأسرة تظن أحيانا أنها من خلال بعض السلوكيات التي تقوم بها قد تدفع بأبنائهم الطلبة بالسير نحو التفوق والتميز، وتجنب الأخطاء وجني أكثر الدرجات في رصيدهم العلمي، بينما لا يعي هؤلاء أنهم يسيرون وفق خطة سلبية جدا قد تكون ناجحة بالبداية، إلا أن استمرارهم على المنوال لوقت طويل قد يجلب نتائج عكسية، وللأسف تظهر هذه الحالة في نهاية العام الدراسي التي تحسم بها النتائج، ويلجأ الطلبة للتهرب من هذه الضغوط بكل الوسائل، معلنين غضبهم نحو أسرهم بصورة غير مباشرة من خلال امتناعهم عن الدراسة والمذاكرة، وكأن الطالب يرفع رايته ليعلن لأسرته 'انني يئست من الوضع الراهن و ما يحدث لي منكم ' فلا يستطيع محاورتهم أو نقاشهم بهذه الجوانب حيث أنهم أدرى بمصلحته، ويرغبون أن يكون متميزا فلا بد أن يتقبل انتقاداتهم مهما تكن بسبب خوفهم عليه، ولرغبتهم برؤيته بصورة جيدة في نهاية المطاف.
وتختلف الطرق التي تتبعها الأسر ولكل منهم طريقته الخاصة بتعليم أبنائه، وتتفاوت بدرجاتها المختلفة من الأقسى إلى الأقل، فهناك من يستخدم وسيلة 'المقارنات ' الشفوية التي يطلقونها بين فترة وأخرى بتذكيره بمن هو في مثل عمره متفوقا، وهي وسيلة لإثارة غيرته وبث الحماس به، وأحيانا تنتقي من يكرهه الابن أو الابنة حتى تكتمل عملية التعذيب النفسي على أكمل وجه، بينما هناك صورة أخرى لا تظهر لهم وهي الاحتراق الداخلي في نفسه، وخاصة عندما تتم بمقارنته مع شخص لا يكن له أي محبة ويجده أقل مستوى منه في التعليم وفي أشياء كثيرة أخرى، فهل يستحق هذا الأمر لتفعله بعض الأسر لأبنائها الطلبة؟! وهل يعتقدون أنهم بذلك يشجعون أبنائهم على الدراسة بطريقة صحيحة؟!.
كما أن هناك آخرون يجعلون من اللوم والشدة وسيلة أخرى محبطة تجعل الإنسان أكثر توترا وخوفا نتيجة العقوبة التي تنتظره في حال إهماله للدراسة، و بعضهم يجد أن إيقاع اللوم في أبنائهم سيجعلهم يحاولون أن يثبتوا عكس ذلك، بينما نرى أن غرس الثقة بهم وثقة أهلهم بهم هي أفضل من جعل أي وسيلة أخرى تعذبهم نفسيا خلال هذه الفترة.
والمصيبة الكبرى أيضا التي تواجه أبنائنا هي الشجارات التي تحدث خلال هذه الفترة بين الأب والأم، وبعضهم لايكترث لهذا الأمر ويكثر ويزيد من حدتها خلال فترة الامتحانات نتيجة الضغوط التي يشعر بها كل منها فتجعلهم يتناسون أنفسهم، لتشتعل شرارة الغضب بينهم وتتقاذف ألسنتهم العبارات السيئة على مسامع أبنائهم، فهل تغتفر تصرفات الآباء والأمهات و علو صوتهم في فترة لابد أن يتجنبوا بها ذلك .
الطلبة وحدهم لا يلامون ولا يحملوا العبء الأكبر عليهم، والعملية تحتاج فقط إلى توفير الراحة النفسية للأبناء وبث الثقة في نفوسهم وتهيئة الأجواء المناسبة لهم، وجعل الأمور تسير على وتيرة معتدلة النبرات، مبتعدين عن إعلان حالة الطوارئ والتوتر في المنزل، وكل يتحمل المسؤولية التي يجب أن يقوم بها حتى أصغر فرد في العائلة، حتى تظهر النتيجة في النهاية سعيدة مفرحة للجميع وأولهم الطلبة أنفسهم .
الأساليب المشجعة للأبناء كثيرة ومتعددة، وأخذ قسط من الراحة للطالب يعود بالمنفعة عليه، ولابد من عدم ارهاقهم بالسهر حتى الصباح، بل من المفترض أن ينصح الطلبة بتناول الطعام بعد العودة من المدرسة والنوم لمدة ساعتين ومن ثم المذاكرة لإمتحان الغد، ومن لابد من النوم المبكر والقيام قبل فترة الإمتحان بثلاث ساعات تقريبا، ومراجعة الدروس قبل الذهاب للمدرسة، وهي أفضل الطرق لمراجعة ماتم مذاكرته حسب رأي الأطباء، حيث يكون ذهب الطالب مهيء لإسترجاع المعلومات.
والشيئ الوحيد الخارج عن إرادة الطلبة وأولياء أمورهم، هو انقطاع الكهرباء الذي انتشر بين مناطق الكويت خلال الآونة الأخيرة والذي تسبب ببعثرة الأوراق وتغيير الجداول الزمنية المحددة للدراسة، وساهم بزيادة الضغط النفسي.
تعليقات