أحمد الفهد ينعي عادل القصار

زاوية الكتاب

كتب 1561 مشاهدات 0





إلى جنة الخلد يا عادل

 
كتب أحمد محمد الفهد
 
2010/06/14    09:48 م

 
لا اؤيد مبدأ تغيير أسماء الشوارع بأسماء يقترحها اعضاء مجلس الامة او المجلس البلدي..لانها قد تتضمن دغدغة مشاعر انتخابية، واعتقد ان المناطق الجديدة يجب ان «نخش» لها أسماء «نواخذتنا» و«تجارنا» والواصلين «للرحم» مثل الذي اطلق اسمه على شارع من شوارع احدى المناطق الداخلية..لانه كان يصل الرحم ويزور الدواوين!! لكني اعتقد ان المرحوم باذن الله تعالى، الكاتب الكبير عادل القصار..يستحق ان يطلق اسمه على شارع او مدرسة.
ليس لانه زميل مهنة، وخاض معارك صحافية، وياما كتب منتقداً الحكومة وياما كتب موجهاً المجلس، وله صولات وجولات مع التيار الليبرالي..الخ، بل لان عادل القصار، كان مدرسة ادبية متحركة، تنقل الادب والاخلاق الى كل موقع يذهب اليه، او يجلس فيه..وبالنسبة لي ولكثيرين غيري عادل القصار، شاحن اخلاقي متنقل، يشحن الاخلاق لدى الناس.
وليس لان بيته في الخالدية كان مقراً للجميع، يتسع لجميع الاطياف السياسية والايدولوجية، فتارة تجد فيه اجتماع للسلف مع الاخوان..وتارة أخرى ترى كُتاب الاعمدة الصحافية من السنة مجتمعين مع كتاب الاعمدة الشيعة..وليس لان الاجتماعات التي كانت تعقد فيه متنوعة ومختلفة، فتارة يجتمع الكتاب عنده، للكتابة عن العمل الخيري..والهجمة الشرسة التي عليه، وتارة اخرى يجتمع الكُتاب عنده، لتنسيق المواقف تجاه محاربة شراء الاصوات في الانتخابات..وتارة ثالثة يجتمع الكتاب لديه لدعم قضية مثل قضية المسلمين في امريكا.
بل لانه ورغم اتساع صدره قبل بيته لهذه الايدولوجيات، الا انه كان بعيداً عن الاضواء، لا يحب التزعم ولا الترؤس..ولا التكسب من وراء هذه الاجتماعات، ومكانه دائما في هذه الاجتماعات، ليس «صدر» الديوانية او الواجهة، بل الجوانب والزوايا..تماماً مثل مكانه في الزاوية اليمنى من مسجد العثمان في الخالدية، فكان حريصا على العمل والعطاء..قبل الصيت والشهرة، وحريصا على الادب والاخلاق..قبل كل شيء، فرحم الله عادل القصار، واسكنه فسيح جناته، وغفر له ذنوبه وزلاته، والهم اهله وذويه الصبر والسلون.
أحمد محمد الفهد 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك