د.طارق العلوي يرى أن عودة دواوين الاثنين تلوح فى الأفق بعدما قطعنا ثلاثة أرباع الشوط من طريقنا للتحول الى .. دولة قمعية!

 

 

دواوين الاثنين تعود 

كتب طارق العلوي : 

 
ما ان تغطي حكومة نفسها بغطاء السرية حتى تبدأ الدولة بالتحول الى قمعية. نتابع ما يجري في الكويت ويغمرنا القلق بأننا منجرفون بهذا المنزلق.
جاء الأمر بعدم الخوض في الشبكة التجسسية الا بعد انتهاء التحقيق، فسكتنا على مضض وأقنعنا أنفسنا بأن سرية التحقيق ستعجل من القبض على من لهم علاقة بالشبكة وستحمي أسرار الدولة من التسرب، مع العلم بأننا ما زلنا بانتظار نتائج التحقيق التي لا نعلم ان كانت ستظهر أبدا!
ثم جاء بعدها الأمر بعدم الخوض في قضية الجاسم، وهذا أمر لم نفهم دوافعه ولم نقتنع به، لكنه قرار فرض علينا رغم أنوفنا وأجبرنا على الالتزام به. بعدها ظهر استجواب لرئيس الوزراء في قضية عامة تخص عشرات الآلاف من المواطنين وتمس حياتهم مباشرة، ومع ذلك قامت الحكومة بالتعاون مع مؤيديها في المجلس بتحويل الجلسة الى سرية!
هذه القرارات جاءت من جهات مختلفة، لكن القاسم المشترك بينها أن الكويت بدأت تغرق قي ظلام دامس من السرية، والأدهى من ذلك أننا بدأنا نتقبل الوضع ونعتاد عليه!
محامي الجاسم يصرح بأن فترة الحجز الاحتياطي قد انتهت بتاريخ 2010/5/31 ولا يزال الجاسم في الحبس، ولا تزال أفواهنا مكممة ولا نستطيع الاعتراض، والحكومة لم تهتز فيها شعرة ولم نسمع الا صمتا وتجاهلا كاملا من وزارة العدل لهذه المعلومة! المنظمات الدولية تحتج على خرق الكويت للاتفاقات الدولية لحقوق الانسان التي وقعتها الكويت وصدق عليها مجلس الأمة الكويتي، دون أن يكلف الناطق الرسمي للحكومة نفسه عناء الرد على تلك الاتهامات التي قد تدخل الكويت في دائرة العقوبات الاقتصادية الدولية!
استجواب أم الهيمان اختفى، والحكومة ركنت الى الراحة والدعة، ولا نزال نجهل الاجراءات التي وعدت الحكومة بتنفيذها لحل مشاكل التلوث في أم الهيمان والمنصورية وأم القواطي وغيرها من الأماكن التي تعج بالمشاكل البيئية.
الحكومة أخذت تشعر بالدفء والاسترخاء وهي تتدثر بلحاف السرية، وتركتنا في العراء لا ندري ماذا سيكون مصيرنا.
اقرأوا جيدا تاريخ دواوين الاثنين وستعرفون أنه متى ما بدأت الحكومة بعمل ما تريد تحت غطاء السرية ودون محاسبة فسنكون قد قطعنا ثلاثة أرباع الشوط من طريقنا للتحول الى .. دولة قمعية!

د. طارق العلوي