موقف أردوغان من إسرائيل بسبب سفينة الحرية لا علاقة له بالإسلام ولا بالعرب ولا بغزة فلسطين.. برأى فهد الحداري

زاوية الكتاب

كتب 4665 مشاهدات 0





 أردوغان صديق اليهود!الجمعة, 11 يونيو 2010
فهد الحداري


رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان اتخذ موقفه الأخير لأن إسرائيل قتلت مواطنين أتراكا، وموقفه هذا ردة فعل طبيعية لا علاقة لها بالإسلام ولا بالعرب ولا بغزة فلسطين؟ تركيا اعترفت بالكيان الصهيوني وإسرائيل كدولة منذ عام 1949! وهي تعتبر دولة صديقة ومقربة جداً من إسرائيل بحكم وجود سفارة تركية في تل أبيب وسفارة إسرائيلية في أنقرة. كما أن تركيا دولة داعمة رئيسية للاقتصاد الإسرائيلي فهي تستقبل ما قيمتة 3 مليارات دولار من البضائع الإسرائيلية، فيما بلغت الصادرات العسكرية الإسرائيلية إلى تركيا حوالي 2. 5 مليارات دولار. وعلى مستوى السياحة تستقبل تركيا 800 ألف سائح إسرائيلي كل عام! ومن أوثق عرى الصداقة بين أي بلدين الاشتراك في مناورة عسكرية بالذخيرة الحية!

هذه هي الصداقة الحقيقية، فهل يستحق صديق إسرائيل أن نصفه بالطيب أو البطل؟ إلى متى ونحن نردد ما تذيعه المحطات الفضائية وأبواقها، فإن قالوا أردوغان بطل قلنا بطل.

ماذا فعل أردوغان لينال ذلك الوسام وهل يستحق أن تفرد له صحفنا صفحاتها الأولى وتتغنى ببطولة وهمية بمجرد تصريحه بأن العلاقات مع إسرائيل لن تعود كسابق عهدها. ستعود، وتعود، وتعود، لأن ما يردده أردوغان كلام لن يعقبه قرار، (يعني بس بالكلام).

هل تعتقدون أنه سيضحي بتلك العلاقات وتلك المليارات والطائرات التجسسية بلا طيار؟! هل سيضحي بكل هذا بسبب حادثة قافلة الحرية؟ الجواب لا، والدليل: انتظر وسترى. أكثر ما أحزنني بعض أقلام الكتاب التي كنت أحترم عقول أصحابها، قرأت لأحدهم أن أردوغان أمل الأمة الإسلامية وصلاح الدين القادم، وقرأت لآخر أن حفيد عبدالحميد العثماني سيعيد التاريخ وسنشهد عصر الفتوحات من جديد. قرأت وقرأت حتى أحسست برغبتي في البكاء فتوقفت لأنه لا يوجد هناك ما يستحق البكاء. وفي نفس الوقت أعجبتني بعض المقالات التي أثنت على النائب الجريء وليد الطبطبائي، وإن كنت أتمنى أن تبقى أعمال الخير التي يقوم بها بعيدة عن الإعلام وحفلات الاستقبال.

ولا أخفي استغرابي من الموقف الإيجابي لوسائل الإعلام المحلية من وليد الطبطبائي وهي التي وقفت منه موقفاً مغايراً بالأمس القريب عندما أقدم على مخاطرة حقيقية بدخوله غزة من خلال الأنفاق، لكن يبدو أن إعلامنا المحلي استحى من الإعلام الغربي لأن القضية عالمية.

خلاصة القول: الطيب هو من يعتقد أن أردوغان طيب.

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك