دعوة لسكب الدمع على دستور 62 يوجهها مبارك الهاجري، الذى يتهم النواب بخيانة الدستور وأن عيونهم شاخصة فقط نحو كعكة التنمية المليارية

زاوية الكتاب

كتب 1258 مشاهدات 0



مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / التفاؤل... خرج ولم يعد!

 
المنظر العام كئيب، علامات التفاؤل غابت مرغمة ولم يعد لها وجود، يضحكني كثيراً المتعلقون بالأمل، أضاعوا الكثير من الوقت في سبيل الأمل، ولكنه أمل إبليس في الجنة!
ينادون بالأمل لعل الأمور تهتدي وتتعقل، وترأف بحالنا، كنا فيما مضى من المتفائلين، وبعد الهوشة، والهوجة، والهرج والمرج، انعدم الأمل، وطار من النافذة بتذكرة واحدة ذهاب بلا عودة!
قالوا الهرم مقلوب، ولكنني لم أر هرماً، وإنما أهرامات مقلوبة، حاولت وجادلتهم بالتي هي أحسن، يا جماعة أراها مقلوبة، قيل خُيل إليك، وربما وسوسة، جعلوا من الخطأ صواباً، ومن الصواب خطأ، هكذا صاغوا الأمور في بلدي، رغماً عني وعنك، هم أصحاب الفهامية والنفوذ، وأما أنا وأنت لا نفقه من فلسفتهم شيئاً، فقد احتكروا لأنفسهم صك الرأي الأوحد!
خذ منديلاً ولتذرف دموعك على دستور 62 ثمانٍ وأربعين دمعة على مواده، وقوانينه التي كنت أظنها شامخة، وها هي أمام عيني تنتهك في وضح النهار، في بلد كنت أعتقد أنه متميز وفريد في الشرق الأوسط!
لنسكب دموعنا على دستور لم نحافظ عليه، أضعناه بأيدي من كنا نعتقد أنهم حماته، اقسموا بالذود عنه، فإذا هم أول من تنصل من قسمهم جهاراً نهاراً، دون خجل أو وجل، من أجل مناقصة من هنا، ومنصب من هناك!
*
هل من العدالة والحيادية أن يُصيغ القوانين الاقتصادية من له مصلحة مباشرة فيها؟ سؤال أوجهه إلى نواب الأمة لعل أحدهم يرد على هذا التساؤل بالحجة والمنطق، دون أن يوجه سهام التشكيك والشخصانية، وغيرها من مفردات إلى الآخرين!
ما يحدث في مجلس الأمة، يجعل المرء يزداد حزناً إلى ما آل إليه الأداء البرلماني، والذي انشغل عنه بعض النواب، فأعينهم شاخصة على كعكة التنمية المليارية، يحاولون الاقتراب منها، بطرق وحيل عدة، وما عليك عزيزي القارئ سوى النظر إلى أسئلة أحدهم، وهو من تيار (متأسلم)، لم يوجه سؤالاً للمصلحة العامة قط، فكل أسئلته يغلب عليها الطابع الاقتصادي البحت، ومتعلقة وبشكل مباشر بمصالح شركاته، أين ذهب قسمك بالذود عن مصالح ناخبيك يا كبير جماعة حضرة مولانا؟
والمضحك أنه الآن يفكر في تبني إسقاط فوائد الديون، بعد ماذا، بعد خراب مالطا، وسلق القوانين التي تصب عكس السير، وبما ويتوافق مع أهوائه، فأراد أن يكحلها بمطالبة انتخابية عفى عليها الزمن وشرب، ولم تعد مجدية في الوقت الضائع!
*
لو طبق قانون، من أين لك هذا، لما رأينا التذبذب في مواقف بعض نواب الأمة، وأنا هنا أقول البعض، ولرأينا أداء برلمانياً رائعاً، ولكن، وبكل أسف، رهن البعض ضميره وجيبه، لينال المزيد من حطام الدنيا، غير عابئ بذمة أو ضمير، فغاية مناه أن ينهش في جسد الوطن الجميل، خذ ما تشاء، أنت الحبيب المقرب، وأنت صوتنا حزة الحزات!

مبارك محمد الهاجري

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك