عبداللطيف الدعيج يتهم «انسانيو تركيا والاخوان المسلمون» وليس الجيش الاسرائيلي بالمسئولية عن حمام الدم على أسطول الحرية!
زاوية الكتابكتب يونيو 7, 2010, 4:12 ص 1833 مشاهدات 0
ولكن من يتعظ؟
كتب عبداللطيف الدعيج :
الاستسلام السلمي للسفينة «راشيل كوري» والتعامل الودي للجيش الاسرائيلي معها يكشفان حقيقة ما حدث في واقعة اسطول الحرية الاسبوع الماضي. ويؤكدان، كما بينت وقائع التصوير والملفات الاسرائيلية وكما شهد اخيرا بعض الركاب الترك، ان المسؤول عما يصفه البعض بحمام الدم هم «انسانيو تركيا والاخوان المسلمون» وليس الجيش الاسرائيلي الذي تفاجأ بالمقاومة «المتسلحة بالقضبان» حسب ما اعترف امس الاول بولنت يلدريم رئيس مؤسسة اخبار الاناضول الذي كان احد ركاب السفينة «مرمرة».
المهمة الانسانية لم تنته بشكل انساني فقط، بل انها اكملت ما بدأته وحققت اهدافها الانسانية، حيث «اجبرت» الاسرائيليين على التكفل بنقل المواد الغذائية الى غزة. والمفروض ان هذا هو الهدف الانساني، اي ايصال المواد الغذائية الى اهالي غزة. بالمناسبة، الاسرائيليون لا يمانعون على الاطلاق ولكنهم يصرون على «التفتيش». ما يسمى بالانسانيين او اتباع الاخوان وحماس يريدونها مفتوحة وبلا رقابة حتى يمكن تهريب الممنوعات من ضمنها وهذا ما يزعمه الاسرائيليون ويرفضونه ايضا. بالعربي. كل ما كانت تنقله السفينة «راشيل كوري» مثل غيرها من سفن الحرية مسموح به. الاسرائيليون يمنعون بعض المواد «الاستراتيجية» التي يزعمون ان «حماس» تستخدمها لاغراض عسكرية. طبعا هم يتمادون الى درجة منع الاسمنت بحجة انه يستخدم في بناء التعزيزات الدفاعية، ولكن هذا لا يعني انهم يجوعون ويحرمون اهالي غزة من مستلزمات الحياة كما يشيع انصار «حماس».
المهم ان الرسائل وصلت، ولم ترق قطرة دم. الايرلنديون جسدوا وبينوا تضامنهم مع اهالي غزة، والاسرائيليون اكدوا انهم معنيون بمنع المواد «الاستراتيجية» وليسوا معنيين بالتنكيل بالناس كما زعم المعترضون على احداث الاسبوع الماضي ممن حمل مسؤوليتها بحكم العداء لـ«اليهود». الرسائل وصلت لان ركاب السفينة الايرلندية كانوا معنيين باعلان تضامنهم الانساني مع اهالي غزة، ركاب «مرمرة» كان هدفهم تحرير كامل تراب فلسطين ولو تمت التضحية بكل سكان غزة.. وهنا الفرق.
هذا يطرح السؤال المكرر في كل مناسبة من مناسبات الصراع العربي الاسرائيلي، متى ينظر العرب ومعهم المسلمون هذه الايام الى جوهر الصراع والى احداثه ومخلفاته بنظرة موضوعية بعيدا عن الاحكام المسبقة التي تدين الاسرائيليين في كل شيء ولا لشيء الا لانهم يهود؟!!
عبداللطيف الدعيج
تعليقات