زايد الزيد يتساءل: هل يعقل الإطمئنان إلى العضو المنتدب لهبئة الإستثمار، وهو من وجهت إليه تهم تتعلق بشبهات تنفيع وتضارب مصالح، ويرفض التحقيق فيها ؟؟
زاوية الكتابكتب يونيو 7, 2010, 12:41 ص 1672 مشاهدات 0
من حقنا أن نعرف الحقيقة ؟!
زايد الزيد
ناقش كلا من مجلسي الوزراء والأمة ، في الأسبوع الماضي الحالة المالية للدولة ، ومن المعروف أن جلسات مجلس الوزراء هي بطبيعتها سرية ، لكن السرية أيضا غلفت جلسة مجلس الأمة الخاصة بهذا الموضوع ، مع أن الجميع يعلم أن كل البيانات تتسرب إلى وسائل الاعلام المحلية ، وهذا ماحدث بالفعل بعد لحظات من انتهاء الجلسة !
الهيئة العامة للاستثمار ممثلة بعضوها المنتدب كان لها نصيب الأسد في تقديم بيانات الحالة المالية للدولة ، ومما تسرب عن هذه الحالة ، المعلومات التالية : - الاحتياطي العام للدولة:16.600 مليار دينار.- احتياطي الأجيال القادمة:63.989 مليار دينار.- موجودات الدولة المنقولة:670 مليون دينار.- اجمالي الموجودات 91.878 مليار دينار.- الالتزامات :17.383 مليار دينار- الصافي : 72.494 مليار دينار .
وأعتقد أن هناك أسئلة واجبة ، في هذا الشأن الحساس والخطير ، والمتمثل بحقنا في الاطمئنان على حسن إدارة أموالنا ، لذا من المهم معرفة إن كانت معدلات نمو استثماراتنا الخارجية والداخلية ، في السنة الماضية ، قريبة من معدلات نمو الأسواق العالمية والمحلية ، محل أموال استثماراتنا ؟ أم أن هناك اختلاف يذكر بين المعدلين ؟ وهل الاختلاف ايجابي أم سلبي ؟ وماهي الأسباب إن كانت معدلات نمو استثماراتنا أقل بكثير من معدلات نمو استثمارات الآخرين ؟ فمن حقنا أن نعرف ماهي الأسس الفنية التي استند إليها كلا من الحكومة ومجلس الأمة في الاطمئنان على الحالة المالية للدولة ؟
كما أنه منذ العام 2005 ، وتقارير ديوان المحاسبة لم تخل من ملاحظات وتحفظات ومخالفات ، في غاية الاهمية ، حول استراتيجية الاستثمار للهيئة ، حيث جاء في احد التقارير ، ان الهيئة لم تنفذ الاستراتيجية الاستثمارية المعتمدة ، وجاء رد الهيئة عليها : ' انه كان من الصعب تنفيذها ' ! والسؤال هو: هل يمكن القبول بهذا التبرير؟ هل يعقل ان الهيئة تعتمد استراتيجية استثماريه ، ثم تتراجع عنها لانها استراتيجية صعبة!! فمن المعروف انه حين يتعذر تنفيذ استراتيجية معينة ، تكون هناك عادة أسباب و متغيرات وعوامل تتعلق بالاسواق تحول دون ذلك ، مما يتطلب اللجؤ الى اساليب احتياطية للمحافظة على الاصول والابتعاد عن المخاطر ، خصوصا ان ما تديره الهيئة ليس مال خاص ، فهو مال و ثروة تخصنا جميعا ، اليوم وغدا ، كما وتخص ايضا أجيالنا القادمة. إن تحفظات ديوان المحاسبة التي سجلت على هيئة الاستثمار في السنوات الآخيرة ، لم تكن بالبسيطة ، فقد أشارت إلى خسائر هائلة في محافظ الهيئة ، و مكتب الاستثمار في لندن ، وانحراف في التنفيذ للسياسات الاستثمارية و اللوائح ، اضافة الى تجاوزات ومخالفات و خروق بالجملة لقوانين و لوائح ادارية اقرها مجلس الخدمة المدنية و مجلس الوزراء و صدرت بها مراسيم اميرية !
والأخطر من كل ماسبق هو هل من المعقول القبول فيما يعرضه العضو المنتدب للهيئة من معلومات و بيانات ، وهو نفس الشخص الذي لم يجب عن الأسئلة التي وجهت له في اجتماع لجنة الشكاوي والعرائض قبل عدة شهور فيما يتعلق بعلاقته بشركة ' كيفان العقارية ' التي تحوم حولها شبهات تنفيع وتضارب مصالح ؟ هل يعقل الاطمئنان إلى شخص لايزال يرفض اجراء أي تحقيق في الشبهات التي تناولها تقرير مجلس الإدارة السابق لنقابة الهيئة ، في الوقت الذي أيدت فيه تقارير ديوان المحاسبة المخالفات المالية الواردة في تقرير النقابة ، ومن بينها استثمار الجوهرة في تركيا !!
إن الهيئة العامة للاستثمار تدير أموالنا الفائضة من ايراداتنا النفطية ، وهذه الأموال هي التي ستحمينا - من بعد الله - بعد نضوب النفط أو في حال تدهور أسعاره ، لذا يفترض بإدراتها أن تتسم بالمهنية والشفافية ، ويكفينا ماخسرناه لسنوات طويلة من استثماراتنا نتيجة سوء الادارة ، وغياب مبدأ المحاسبة !
لقد بتنا نغبط إخواننا في الخليج ، للنجاحات الباهرة التي يحققونها ، في صناديقهم السيادية ، لكن هذه الغبطة ، تجعلنا والله - في الوقت ذاته - نخجل من أنفسنا ، للخسائر الهائلة التي منيت بها استثماراتنا ، حتى غدت أموال الصندوق السيادي لأمارة أبو ظبي لوحدها يبلغ خمسة أضعاف أموال صندوقنا ، على الرغم من ريادتنا في مجال الاستثمار الخارجي ، ودخول أشقائنا الخليجيين المجال ذاته بعدنا بنحو بثلاثين سنة على الأقل !!
فمن يوقف هذا الانحدار ؟
تعليقات