النواب الحكوميين أصلا ما ينشره عليهم، لكن حكومة لا يعرف وزرائها سياستها الخارجية فهذي حيييل قوية برأي زايد الزيد

زاوية الكتاب

كتب 1976 مشاهدات 0


 

' وتلومونا فيها ' !!


زايد الزيد
 
      الموقف المحرج الذي وضعتنا  فيه حكومتنا ' الرشيدة ' أمام العالم ، من خلال موافقتها ،على قرار مجلس الأمة ، بالانسحاب من المبادرة العربية للسلام ، كشف مستوى هشاشة هذه الحكومة ' الرشيدة ' عند ' الجميع '  ، وفضح حجم الارتباك الكبير في طريقة اتخاذها للقرارات ، وكشف إلى أي حد يبلغ ضعفها البنيوي !

      فأن يحدث خلاف ، في أي دولة ، بين الحكومة والبرلمان ، فهذا أمر طبيعي ووارد جدا ، لكن أن يحدث الخلاف ، بين الحكومة ووزارة خارجيتها ، فهذه فضيحة بإمتياز !!

      وحينما نقول أن هذا الموقف المرتبك بات معروفا للجميع ، ذلك أننا من الذين - كنا ولم نزل - لا نرتجي خيرا ، من حكومة بهذا الضعف ، لأسباب وشواهد كثيرة ، ولكن هذه القضية التي بين أيدينا ، تأتي كأبلغ رد على محاميي الحكومة ، من نواب الأمة ، الذين دأبوا على امتهان عملية الدفاع دوما عن الحكومة ، في الحق وفي الباطل ، وأنا أظن أن هذه النوعية من النواب ، يبدو أنها تؤمن بأن ' النائب يمثل الحكومة بأسرها ' ! على عكس النص الدستوري الذي يقول بأن ' النائب يمثل الأمة بأسرها '!!

      ليس الموضوع هنا ، هو مناقشة جدوى التمسك - بالنسبة لنا في الكويت - بالمبادرة العربية للسلام ، وبالتالي تحديد الموقف المناسب منها : إن كان بتأييد الانسحاب من المبادرة ، أو رفضها ، لكن القضية الأساس ، هي عدم معرفة وزراء حكومة دولة الكويت ، الذين حضروا جلسة الثلاثاء الفائت ، ركائز سياستنا الخارجية ، فهذه هي الفضيحة ، كما أن الفضيحة تنسحب أيضا ، على موقف أعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والشعبة البرلمانية ، من الذين حضروا تلك الجلسة ، كون هاتين اللجنتين هما الأكثر تعاطيا مع سياستنا الخارجية ، فهؤلاء الأعضاء لم يقوموا بدورهم في التنبيه إلى تناقض المقترح مع السياسة الخارجية للدولة ، بغض النظر عن مواقفهم الشخصية تجاه المقترح !

      كما أنه من المهم هنا ، أن أشير إلى أنني لا أنتقد موقف النواب الذين تقدموا بمقترحات رد الفعل الكويتي تجاه الاعتداء الاسرائيلي على ركاب أسطول الحرية ، ومن بينها اقتراح الانسحاب من المبادرة العربية السلام ، فهذه قناعاتهم ، لكن الكارثة في موقف النواب الذين صوتوا على المقترحات ، بناء على الموقف الحكومي المندفع في تأييد المقترحات النيابية ، فهؤلاء النواب اعتادوا دوما على مراقبة أيادي الوزراء وايماءاتهم ونظراتهم في كل تصويت ،   ولكن في هذا الموقف الحكومة ' قطتهم على صخر ' ، وأسقط في يديهم ، بعد أن شاهدوا تراجع الحكومة عن ' المطب ' الذي وضعت فيه ، بسبب جهل وزرائها لعناصر السياسة الخارجية ، فما كان من هؤلاء النواب إلا أن صمتوا صمت أهل القبور ، بينما النواب الآخرين أصحاب المقترحات واصلوا الدفاع عن آرائهم وطالبوا الحكومة بالالتزام بما وافقت عليه سلفا ، وهذا حقهم الذي لا ننازعهم فيه ، سواء اتفقنا معهم أو اختلفنا !

      ولنتساءل : أي نوعية هذه ، من الوزراء والنواب ، ابتليت بهم الكويت ، وأصبحوا عالة على الدولة ومؤسساتها ، بسبب جمعهم بين خصلتين بغيضتين هما : الضعف والجهل ، وهاتين الخصلتين لايمكن أن تتوافر إحداها في رجال الدولة ، فما بالنا وقد حازت هذه النوعية من وزرائنا ونوابنا – بجدارة - هاتين الخصلتين مجتمعتين في كل واحد منهما !!

      الزبدة ، أن ' النواب الذين يمثلون الحكومة بأسرها ' أصلا ' ما ينشره عليهم ' ، ولكن حكومة ما يعرف وزرائها سياستها الخارجية .. ' هذي حيييل قوية ' !!

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك