وليد الطبطبائي يواصل سرد ماجرى على أسطول الحرية مؤكدا أن حنين الزعبي.. امرأة بعشرة رجال

زاوية الكتاب

كتب 1916 مشاهدات 0



 


حنين الزعبي.. امرأة بعشرة رجال

 
كتب د.وليد الطبطبائى
 

 
السيدة حنين الزعبي النائب بالكنيست الإسرائيلي، عربية مسلمة تحمل هم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن شعبها المظلوم رغم كونها في عش الدبابير (الكنيست)، كنت أظنها حين كنا في سفينة مرمرة ضمن أسطول الحرية إعلامية أو صحفية لكثرة ظهورها أمام كاميرات البث المباشر على ظهر السفينة، وعندما سألت عنها علمت بأنها عضو بالكنيست الإسرائيلي، وانها تحملت المشاق لتكون ضمن المتضامنين على أسطول الحرية، ولقد كان لحنين وثباتها وقت استيلاء القراصنة الصهاينة على سفينة مرمرة أروع النماذج التي شاهدتها انا على سفينة الحرية، فقد كانت تحرص على توصيل الماء والطعام لركاب السفينة المحاصرين والمقيدين، كما سعت الى فك قيود عدد من كبار السن والنواب، وكانت تذهب الى الجنود لتقول لهم هؤلاء نواب فكوا قيودهم، وعندما رأى عدد من أعضاء الوفد الكويتي جهدها هذا طلبوا منها أن تذهب لتفك القيود من يدي، وفعلاً جاءت فقالت للجنود الصهاينة: هذا عضو برلمان فكوا قيده، فطلبوا جواز سفري وتأكدوا بأني عضو برلمان ففكوا قيدي، قبل أن يتم إعادة القيد على الجميع وانا من بينهم عندما وصلنا الى ميناء أسدود، وكان لافتاً حركة حنين الزعبي الدائبة أثناء احتجازنا واستماعها الى معاناة الركاب وطلباتهم للحصول على الدواء أو الذهاب الى دورات المياه أو تخفيف القيود التي تؤلم الأيدي، وكانت تنقل مطالب الركاب المختطفين للجنود الصهاينة وكانت خلية نحل رغم الإعياء والتعب عليها.
كما قامت حنين الزعبي بإعطاء إرشادات لركاب السفينة عن الإجراءات المتوقعة وقالت إنه اذا وصلتم الى ميناء اسدود لن يكون نفس الجنود الخاطفين معنا هنا، بل سيستقبلنا أفراد الشرطة ورجال الداخلية، أما هؤلاء الخاطفون فهم حسب كلام حنين الزعبي هم من جيش الاحتلال والذي مهمته «الاختطاف والقتل» فقط!!
وقامت حنين بإعطاء إرشادات قانونية اذا وصلنا لميناء اسدود بأنه من حقنا عدم الحديث «حق الصمت» ومن حقنا طلب محام ورفض الإجابة عن الأسئلة، ونصحتنا بعدم التوقيع على اي ورقة حتى لا تكون إدانة علينا.
هذه المرأة الحديدية واجهت هجمة صهيونية على أعلى المستوى بعد وصولها لفلسطين المحتلة، فقد تم تقديم طلب لمحاكمتها ورفع الحصانة البرلمانية، وشاهدنا على شاشات التلفاز محاولات الاعتداء على حنين بالضرب داخل الكنيست، والمطالبة بسحب الجنسية عنها وطردها من البلاد..
فتحية لحنين الزعبي.. فهي امرأة عن عشرة رجال..

د.وليد الطبطبائي
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك