على البصيري مسئولية سياسية تستوجب استقالته برأي حسن كرم

البصيري والمسئولية السياسية

هل ورط البصيري الحكومة أم تورطت الحكومة بالبصيري؟ وهل البصيري الوزير والناطق الرسمي باسم الحكومة قد عبر عن السياسة الرسمية لحكومة دولة الكويت ام انه كان الناطق الرسمي المعبر عن مواقف وسياسات الحركة الدستورية (حدس) الذراع الرسمية للاخوان المسلمين في الكويت والمتصلة بالذراع الأخرى للاخوان المسلمين في فلسطين منظمة (حماس) التي زجت بالشعب الغزاوي في سجن كبير.. وقد طال ليله كثيرا؟!!
فعندما يصرح الوزير البصيري بـ (ان الحكومة كانت موجودة من بداية الجلسة الى نهايتها وصوتت الحكومة بـ«اكملها» بالموافقة عليها «على توصيات المجلس» التي وصفها بانها بناءة) ومنها، واخطرها، التوصية بانسحاب الكويت من مبادرة السلام العربية وهو ما سبب حرجا سياسيا للدولة في المحافل والدوائر العربية والدولية وخاصة في جامعة الدول العربية التي كانت في حالة الانعقاد.. وهل ينفع تأكيد مندوب الكويت لدى الجامعة العربية التزام الكويت بالمبادرة العربية ازاء التصريح للناطق الرسمي لحكومة دولة الكويت بالموافقة على توصية مجلس الامة بالانسحاب من المبادرة العربية..؟!
لعلنا نرى ان تصريح البصيري لم يكن الا تعبيرا عن مواقف ومطالبات الحركة الدستورية، لا تعبيرا عن السياسة الرسمية للدولة الكويتية. لذلك فقد احدث تصريحه حرجا وجرحا للدولة الكويتية وللسياسة الكويتية، وخرقا للقرار الرسمي العربي الذي التزمت به الكويت..!!
ينبغي الا نتجاهل عن الحقيقة. وهو ان الوزير البصيري قد اخطأ، وسواء أكان تصريحه مقصوداً أم زلة لسان وقعت في لحظات الانفعال والشحن العاطفي، لكنه يظل خطأ، وهو خطأ سياسي ثقيل، عليه ان يتحمل بكل شجاعة مسؤوليته، ويبادر الى الاستقالة. فلقد باتت استقالته مستحقة.
لقد سارع رئيس ألمانيا الى الاستقالة من منصبه على اثر تصريح له كان اقل وطئاً من تصريح البصيري، متحملا المسؤولية السياسية عن ذلك التصريح التافه. ورئيس الوزراء الياباني يعلن استقالته من منصبه لشعوره بفقدان التأييد الشعبي، فهل تصريح بهذا الوزن لا يستحق ان يدفع الوزير البصيري ثمنه؟! لقد اخطأ الوزير وعليه ان يتحمل المسؤولية السياسية عن خطئه.
حسن علي كرم