يرى الدعيج أن ردة الفعل الحكومية تجاه أسطول الحرية هو تشجيع للإرهاب

زاوية الكتاب

كتب 1654 مشاهدات 0


لا تشجعوا الإرهاب

واضح من ردود الفعل الحكومية والبرلمانية انه سيكون من الصعب الطلب من الحكومة ومجلس الامة تهدئة الأمور او النظر بموضوعية وبحنكة سياسية الى أحداث حملة الاغاثة وتداعياتها التي تولاها المشاركون في أسطول الحرية.. في الواقع المناشدة ستكون جدا متأخرة، فقد انسحبت حكومتنا الرشيدة من مبادرة الملك عبد الله للسلام التي راهن الكثيرون على ان الرئيس الاميركي اوباما سيتولى وضعها موضع التنفيذ في الاشهر الثلاثة القادمة. حكومتنا انسحبت بردة فعل خرقاء من مبادرة السلام او كما زعم البعض فان الوزير البصيري او بالاحرى ممثل «حماس» والاخوان المسلمين غير المعلن في الحكومة ورط الكويت بقرار الانسحاب.
ايا كانت الحقيقة يبقى ضروريا التأكيد للحكومة ولمن لا يزال يملك رأسه في مجلس الامة بأن الانصياع للشارع والانجراف خلف الضجيج الاعلامي والحماس والتعبئة الجماهيرية ليس صحيحا وليس في - كل الاحوال – يساعد على حل المشكلات او المعضلات، بل أثبتت التجارب انه يزيدها اشتعالا وتعقيدا.
ربما تدرك الحكومة، مع اننا على ثقة بان الادراك ليس من حسنات او صفات أي من سياسيينا هنا، ان المشاركة الاعلامية والدعم الاعلامي اللذين تعتقد انه لن يكلفاها شيئا، بل هما قد يساعدان في حل مشاكلها وازماتها مع المشاكسين الدينيين والقوميين في مجلس الامة، ربما تدرك انه ستكون له ردات فعل غير مستحبة لاحقة. او بالكويتي «سيطلع عليها اغلى من بيع السوق». صحيح انها ستربح بعض النواب، وأنها سترمم علاقتها بالبعض، لكن في النهاية فإن هذه المجاميع التي تحاول التفاهم معها الحكومة لا تملك من امرها شيئا. بل هي أسيرة مواقف الغير ورهنه، في خارج الكويت. سواء في فلسطين، او ايران ولبنان، او اخيرا قرارات وسياسات منظمة حقوق الانسان التركية «Insani Yardim Vakfi». التي عبرت عن «انسانيتها» بافتعال المعركة مع الجنود الاسرائيليين على متن السفينة «مافي مرمرة».
على الحكومة ان تتأنى وألا تشجع المزيد من العنف، وترعى بوعي او من دون وعي الارهاب المتطرف لحركة الاخوان المسلمين بالذات، وذلك باحتضانها الساذج للمبادرات الارهابية المغلفة بالطابع الإنساني.. ان أي تشدد حكومي تجاه الاحداث هو في الواقع دعم وتشجيع للارهاب ودفع المزيد من المتحمسين الدينيين او القوميين للانضمام الى قوافل حركة الخير وإنساني ياردم والرأس الأكبر حركة الاخوان المسلمين.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك