... وعبداللطيف الدعيج يعلنها بكل ثقة: عقد اجتماع طارئ انبطاحا حكوميا «زيادة عن اللازم» للمتشددين الدينيين.

زاوية الكتاب

كتب 1541 مشاهدات 0


رحم الله امرأ عرف قدر نفسه 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
منذ الاعلان عن نية دولة الكويت شراء طائرات للتزود بالوقود للانضمام الى «أسطول» الكويت الجوي وانا في حيرة من سبب هذا القرار الغريب. في الستينات تعاقدت دولة الكويت (العظمى ذلك الوقت)، وفي الواقع اشترت طائرات «لايتننغ» البريطانية الصنع. وتم تبرير افضلية «اللايتننغ» على غيرها تحت ذريعة اننا دولة بمساحة صغيرة جدا على الطيران النفاث. بمعنى ان الطائرات النفاثة السريعة تقطع مجالنا الجوي قبل ان تكون مهيأة للقتال. «اللايتننغ» حسب الزعم كانت معدة للقتال بعد ثوان من طلعتها لذلك هي تناسب الحاجة والظروف الكويتية، كما قيل في ذلك الوقت. اذًا ما معنى شراء طائرات للتزود بالوقود، اللهم الا اذا كنا ننوي التوسع ومهاجمة اليابان او كندا، لكن هذا بحاجة الى تعديل دستورنا لان الحرب الهجومية محرمة وفقا له. بس طبعا حكومتنا نساية، خصوصا عندما يتعلق الامر بالدستور.
امس تأكدت النية الحربية لدى بو صباح (عاد اي بو صباح منهم) عندما عقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا للنظر في امر «اعتداء» دويلة اسرائيل على سفن المساعدات الانسانية المتجهة الى غزة. مجلس الوزراء لم يبرر ان سبب اهتمام دولة الكويت العظمى بأمر اعتداء دويلة اسرائيل على اسطول الحرية يعود الى وجود بعض مواطني دولة الكويت ضمن المتطوعين «الانسانيين»، فرعاية المواطن الكويتي وضمان سلامته ليسا من اهتمامات مجلس الوزراء اصلا، والا لعقد جلسة طارئة -كما لاحظ احد المعلقين في احدى المدونات - من اجل مواطني «ام الهيمان».
غني عن القول ان الموقف الحكومي ناتج اساسا عن مداراة ومحاولة استجداء للنواب المتأسلمين والقوميين في المجلس اكثر منه موقفا انسانيا حقيقيا للتعاطف مع الفلسطينيين او الاهتمام بمصير المواطنين الكويتيين المشاركين بمحض ارادتهم في اسطول الحرية. مجلس الوزراء ينسى، كالعادة، أن ترك الامر للشارع لإملاء السياسة الخارجية على الحكومة ليس صحيا، والمفروض ان يتعظ بتجارب ما سمي بدول الضد بهذا الخصوص. قد يكون الشارع وموقفه مناسبا ومريحا لمجلس الوزراء اليوم. لكن في الغد قد يعارض هذا الشارع دولا عظمى عن حق، مثل فرنسا او بريطانيا او حتى الولايات المتحدة التي واجهت وستواجه معارك حربية مع بعض المواطنين الكويتيين في افغانستان.
نثمن موقف مجلس الوزراء الانساني، مع اننا بكل ثقة نعلن انه موقف تخاذلي اصلا، دافعه كسب ولاء المتعصبين الدينيين المتلبسين بالانسانية والقومية، لكن نجد في عقد الاجتماع الطارئ مبالغة، وفي الواقع انبطاحا حكوميا «زيادة عن اللازم» للمتشددين الدينيين، فأسلمة قانون الخصخصة من المفروض ان يكون كافيا عليهم، خصوصا ان الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء لن يكون في امكانه اصدار غير بيانات الشجب والاستنكار العادية. ورحمة بالكويت وترفقا بالجيش الكويتي، الذي قد يتورط في حرب ليس معدا لها، نذكر بو صباح - احتياطا الاثنين - بان جيشهما لم يتسلم طائرات التزود بالوقود بعد.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك