الحكومة برأى سعود العصفور لم تعد بحاجة لناطق رسمي لها بعدما تجاوز النواب الموالين لها مرحلة رفع اليدين والتمسح فى بشوت الوزراء إلى الارتماء الكامل فى أحضانها

زاوية الكتاب

كتب 1414 مشاهدات 0





سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / عيب يانواب

 
أستطيع أن أجزم وبقوة بأن مثل وضع نواب الحكومة الحاليين لم يمر على مجلس الأمة طوال تاريخه. الأمور تعدت مرحلة الموالاة للحكومة والتمسح في بشوت وزرائها، بل وتعدت مرحلة رفع اليدين بالريموت كنترول الوزاري. المسألة وصلت إلى حد غياب الماء من وجوه بعض النواب، والمجاهرة الشاهرة الظاهرة بالارتماء في حضن الحكومة حتى أصبحوا هم خط الدفاع الأول والأخير عن الحكومة.
لا أعلم ما هي وظيفة الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد البصيري، في ظل وجود مثل هذه الكوكبة الجميلة من النواب المستعدين للرد على أي استفسار أو هجوم يوجه إلى الحكومة؟ وهل الحكومة في حاجة فعلية إلى ناطق رسمي باسمها في ظل وجود أكثر من خمسة إلى عشرة نواب ناطقين بما في قلوب وزرائها؟ لا أعتقد، بل انهم يستحقون رواتب من أجل الوظيفة والخدمة الجليلة التي يقدمونها ولو طرحوا مثل هذا الاقتراح في مجلس الأمة سنكون من المطالبين بإقراره تقديراً لحجم الجهد والعمل والسمعة والكرامة والتاريخ الذي يبذلونه في سبيل بقاء الحكومة في حصنها الحصين بعيداً عما يعكر صفو اجتماعاتها المسائية.
نائب أقسم على أن يحافظ على مصالح البلاد والعباد، قدم استجواباً إلى سمو رئيس وزراء، ما المشكلة؟ الحكومة وعبر ناطقها الرسمي تعلن أنها ستتعامل مع الاستجواب حسب القنوات الدستورية وأنها لا تجزع من مثل هذا الإجراء وهذه المساءلة، فما الذي يضيق صدور نواب «الوجه البارد»؟ لماذا يبادرون بالهجوم على الاستجواب وعلى زميلهم الذي قدمه؟ هل هي محاولة لتسجيل المواقف لدى الحكومة و«شوفوني يا حكومة»؟ أم أنه الخوف من أن يقود مثل هذا الاستجواب إلى حل المجلس وعودتهم إلى قواعدهم الشعبية مبكراً لتحصيل نتائج ما اقترفوه خلال الفترة الماضية؟
في جميع الأحوال، ما يقوم به بعض النواب من مهاجمة زملائهم الذين يقررون تفعيل أدواتهم الدستورية والرقابية، هو «عيب» ولا يجوز أن يصدر من نواب يمثلون الأمة. اتركوا قليلا من الماء في الوجه، فقد تحتاجونه في القريب العاجل.

«الحرية لسجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم»


سعود عبدالعزيز العصفور

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك