ردا على دعوة البراك بحل المجلس.. تركى العازمي يرى أن الحل لن يغير تركيبة الدائرة الخامسة
زاوية الكتابكتب مايو 25, 2010, 5:03 ص 1500 مشاهدات 0
تركي العازمي / البراك... و«تنظيف الوضع السياسي»!
كانت لي وجهة نظر في النائب مسلم البراك، وكنت وما زلت معه في أغلب ما يذهب إليه ولم أختلف معه سوى في موقفين أحدهما كان حول موضوع حيوي في الحقل الطبي وتفهمت وجهة نظره، أما مطالبته في اجراء انتخابات مبكرة لتنظيف الوضع السياسي فأنا أختلف معه لأسباب عدة، أولها أن التركيبة وإن تغيرت، خاصة في الدائرة الخامسة، فإن الساحة لن تنظف لأن الأحداث الأخيرة تؤكد بقاء ثقافة قاعدة الناخبين على «طمام المرحوم»، ولو عدنا إلى الاستجوابات الأخيرة وقرأنا افرازاتها، وكيف أن الناخبين غير جاهزين لمحاسبة نوابهم أصحاب المواقف المتقلبة... تذكر تجمع العقيلة، تذكر وطالع الحالة التي وصلنا إليها، حتى حرية الرأي يريدون منعنا منها رغم أنها مكفولة في الدستور الكويتي، وأعتقد أن أكبر مثال حي على ذلك ما حصل لسجين الرأي الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم الذي نتألم لما يواجهه!
انظر إلى منطقتك والمناطق التي لم تصلها الخدمات، هل هناك من تحرك يذكر إزائها، طالع مخرجات انتخابات الجمعيات التعاونية في مناطقنا وتعرف حينئذ التركيبة الخاصة بقاعدة الناخبين! يا بو حمود... صحنا من هول ما نرى، وتحركنا لإطاحة مفهوم «طلبناك صوت» من باب التغيير وجاء التغيير في غير محله... نعم كان هناك تغيير ولكنه تغيير في الأسماء فقط،، أما العقلية التي تفكر في الهدف من التغيير فما زالت قاصرة ولم تبلغ حالة الرشد!
«لا يغرك» كبر العمر، وحتى أصحاب المؤهلات العالية فالمسألة مسألة ثقافة غير مرتبطة إطلاقاً بالتحصيل العلمي أو السن، وشوية تحرك في العلاج بالخارج، شوية تنقلات إدارية في السلكين المدني والعسكري كفيلة بتوجيه الأصوات إلى من هم دون المستوى... حاول أن تسألهم عن الحوكمة، عن التحول الاقتصادي، عن المنظور الاستراتيجي، عن الميكنة، عن قسائم المخططات، عن مصائب البلدية في عهد الوزير الدكتور فاضل صفر التي جعلت أصحاب القسائم غير قادرين في إيصال التيار الكهربائي لها بينما تجد المخالفات الأخرى «سالكه»، اسألهم عن هيبة القانون، اسألهم عن الأولويات، اسألهم ما شئت فلن تجد الإجابة لأن السواد الأعظم وصل من خلال طرق غير نزيهة، حتى بالفرعي يا بوحمود تجد الأصوات تتبادل فما بالك في خافي الأمور من عانية وخلافه!
عطنا يا بو حمود مجال شوي كي نتفرغ لهم، عطونا مهلة كي نتمكن من غربلة مفهوم التغيير... وحتى لو وصلنا إلى هذا الهدف بدعم من الشباب الحي، ماذا نفعل تجاه الجهاز التنفيذي، وأنت قلتها قبل أيام «تسقط الحكومة»... كيف تسقط وكيف ننجو بكوكبة من نواب جدد «شرواك»! تذكر خطة التنمية، تذكر أن الخطط الاستراتيجية يشترط أن يشارك بها المعنيون فيها للاستنئناس بآرائهم قبل اقرارها على هيئة معجزات يراد فرضها على أرض الواقع... إنه تخبط ما بعده تخبط، إنه مؤشر مادي على اضمحلال الفكر القيادي. فكيف يراد منا بلوغ الأماني التنموية وهيكلنا الوطني الاقتصادي لم تعاد هيكلته، فهل تستطيع عزيزي القارئ من تجهيز وجبة من غير أن تتوافر لك المواد اللازمة لإعدادها؟ إنه ضرب من خيال، لكن الأمل مازال قائماً... والله المستعان!
تركي العازمي
تعليقات