البراك والطبطبائي شعرا بأفول نجميهما ولم يعودا يحتملان الاستمرار في مجلس وسطي معتدل، خال من التأزيم والغلو والشطط، لذا طالبا بحل المجلس برأى مزيد اليوسف
زاوية الكتابكتب مايو 23, 2010, 11:54 م 985 مشاهدات 0
ارحلا فإن المجلس باقٍ
Monday, 24 May 2010
المحامي? ?مزيد اليوسف
لقد كنت مؤمناً? ?من زمن،? ?بأن الديمقراطية الكويتية سوف تتجاوز مرحلة المراهقة الصبيانية التي? ?كانت تعيشها،? ?إلى مرحلة الاتزان،? ?بفضل عوامل عدة كنت أراها تجتمع وتساهم معاً? ?بانتشالها من طيشها?.?
وقد ظهرت أول علامات هذا النضوج جلية على مجلس الأمة،? ?بالطريقة التي? ?سارت بها الاستجوابات الأربعة المقدمة لسمو رئيس مجلس الوزراء ولوزير الدفاع ولوزير الداخلية وأخيراً? ?لوزير البلدية،? ?فقد رأينا كيف خلت تلك الاستجوابات المقدمة في? ?يوم واحد من المغالاة الشعبية لقيمتها،? ?ومن الشطط السوقي? ?في? ?نقاشها،? ?ومن الرفض الحكومي? ?المعتاد لمجرد فكرتها،? ?فتقبلتها الحكومة على الرغم من توجيهها لأهم ثلاثة أشخاص فيها،? ?بينما ما كان من الممكن قبل هذا الزمن التلويح بوجه رئيس الحكومة الكويتية بمثل هذا السلاح الدستوري،? ?بل كان مجرد الحديث عنه سبباً? ?لحل المجلس وإلغاء وجوده من بين سلطات الدولة الثلاث?.?
ثم جاءت أمارة أخرى لتدلل على تعقل أعضاء مجلس الأمة وتقديمهم لدرء المفاسد على جلب المصالح في? ?استجواب وزير الإعلام الأخير على خلفية الفتنة الجويهلية،? ?فآثر أغلب الأعضاء الإبقاء على الوزير في? ?منصبه في? ?الوقت الذي? ?كانوا على? ?يقين فيه بتقصير الوزير في? ?أداء مهامه وعدم قيامه بها بالشكل المطلوب،? ?لكنهم رأوا في? ?الحكومة نية جادة وصادقة على قيادة التنمية في? ?البلاد التي? ?طال انتظارها،? ?ولم? ?يشأ هؤلاء النواب وضع العصي? ?في? ?عجلة مسيرتها،? ?بعد أن اطمأنوا لبلوغ? ?رسالة الاستجواب مسامع وزير الإعلام والحكومة معاً،? ?وانه سيكون هذا الاستجواب بمثابة تحذير للوزير? ?يحفزه على إصلاح قيادته?.?
لقد كنت على قناعة راسخة بأنه سيأتي? ?يوم? ?يجد فيه نواب الصراخ والعويل أنفسهم شواذ لا وزن لهم ولا طعم بين العقلاء وأصحاب الروية?.?
وها نحن اليوم نسمع من النائب مسلم البراك وزميله النائب وليد الطبطبائي? ?دعوة لانتخابات مبكرة،? ?وفي? ?ظني? ?أنها علامة جديدة على نضج الديمقراطية الكويتية،? ?فما عاد هذان النائبان? ?يحتملان الاستمرار في? ?مجلس وسطي? ?معتدل،? ?خال من التأزيم والغلو والشطط،? ?ويُغلب الحكمة والمصلحة العامة على الحماس والعاطفة والمصالح الشخصية أو الحزبية،? ?وشعر النائبان بأفول نجميهما،? ?كما ساء البراك ضمور سحر حنجرته الرنانة،? ?التي? ?اعتاد تصفيق الشعب الكويتي? ?لها،? ?فأقدم هو وزميله على دعوتهما لانتخابات مبكرة،? ?علها تعيد لهما زمانهما الذي? ?مضى?.?
لكن? ?يا ترى لمن ندين بالفضل في? ?نضوج الديمقراطية الكويتية،? ?هل لحكمة وفطنة سمو أمير البلاد? -?حفظه الله? - ?الذي? ?تعهد بتسيير السفينة وعينه على المجلسين؟ أم الفضل لحكومة جادة في? ?التغيير،? ?ورئيس صادق مع الشعب،? ?يُؤثر مصلحة البلاد على حساب نفسه ومصالحه الخاصة؟ أم ان الفضل? ?يرجع لتقدم ثقافة الشعب الكويتي? ?بزعامة جيله الحالي? ?الذي? ?قاد حملة تغيير الدوائر الانتخابية إلى خمس،? ?هذا الجيل الذي? ?تعلم في? ?بلاد العلم المتقدم،? ?وقضى حيناً? ?من الدهر في? ?معاقل الديمقراطية،? ?وتزامن وجوده مع طفرة الإعلام المفتوح بسماء الأقمار الاصطناعية،? ?وخطوط الشبكة العنكبوتية? (?الانترنت?)?،? ?فصار عنده فؤاد نير? ?يستطيع به تمييز الغث من السمين،? ?بموضوعية وتعقل بعيداً? ?عن العاطفة والاندفاع؟? ?
في? ?ظني? ?انها سواعد ثلاثة تآزرت،? ?فصارت حال الديمقراطية الكويتية إلى ما هي? ?عليه الآن،? ?وبتنا ننعم بفضل تضافرها بنوع من الاستقرار السياسي،? ?نحن بأمس الحاجة إليه في? ?الوقت الراهن لانتشال الكويت من ظلمات التخلف عن ركب الدول المجاورة?. ?
من هنا أقول للنائب مسلم البراك ولزميله النائب وليد الطبطبائي? ?إن دعوتكما لانتخابات مبكرة لن تغير من شكل مجلس الأمة الحالي،? ?فالسواعد الثلاثة لا تزال متكاتفة وعازمة على المضي? ?أكثر في? ?الإصلاح،? ?وإن عقارب الساعة أبدا لم ولن تعود إلى الوراء،? ?فلكما اما أن تغيرا من نفسيكما وتتقبلا العيش وسط هذه الأجواء السياسية المستقرة،? ?أو أن ترحلا عن المجلس وتفسحا المجال لغيركما،? ?قد? ?يكون أحق منكما في? ?تنفس عبقها?. ?
تعليقات