قناة التواصل بين طهران والرياض

محليات وبرلمان

3028 مشاهدات 0


 من الوهلة الاولى يمسك بدهشة القارئ للمشهد  الخليجي الحميمية التي يراها في كل لقاء يجمع  بين مسئول خليجي ومسؤل ايراني، ويكفينا في ذلك الابتسامات التي تجلل صور زيارة رئيس مجلس الامة الكويتي السيد جاسم الخرافي الاخيرة لطهران في الفترة 18 -20مايو 2010م . وفي نفس السياق و بعد أن قال نزار مدني ' أن الحاجة إلي إصلاح شؤون العالم الإسلامي ليست استجابة لعوامل خارجية وإنما تأتي تلبية لدواعي أوضاعنا وتطلعاتنا للرقي ورخاء أوطاننا '  قام وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي بمقابلة وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي د. نزار بن عبيد مدني وقبل منه دعوة لزيارة المملكة.  وقد حدث ذلك  كما ذكرت وكالة فارس الايرانية شبه الرسمية على هامش أعمال  الدورة 37 لمجلس وزراء الخارجية بالدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي التي بدأت أعمالها في  20 مايو 2010م  في العاصمة الطاجيكستانية دوشنبيه.  
ورغم ان ما حدث مبادرة تستحق التنويه الا ان  اللقاء قد أثار  عدة مراقبين غربيين لكون منوشهر متقي قد وافق على لقاء مسؤول سعودي ليس بنفس المستوى كنظيره وزير الخارجية السعودي . كما  لفت نظر المراقبين ايضا ان موعد اللقاء يأتي في وقت ارتفاع حدة الجدل حول نتائج الانتخابات العراقية الاخيرة . فالسعودية ودول الخليج  كما تقول المصادر الغربية تدعم 'القائمة العراقية'  برئاسة  إياد علاوي ، وقد اوصلها الدعم الخليجي الى اكتساح صناديق الانتخابات الاخيرة . ومن جهة اخرى و بمباركة ايرانية  تجري عملية مصادرة حق 'القائمة العراقية'   بتسمية مرشحها لمنصب رئيس الوزراء لصالح ائتلافي' دولة القانون' بزعامة المالكي و'الوطني العراقي 'بزعامة عمّار الحكيم .حيث تشعر المملكة حاليا بالغبن من استبعادها من طاولة المفاوضات التي تجري لترتيب مستقبل العراق من قبل ايران والولايات المتحدة فقط .
 لقد كانت المملكة العربية السعودية تشعر بالارتياح  لتكفل الولايات المتحدة الاميركية منذ احتلالها للعراق بمهمة منع سيطرة الاطراف الايرانية على صنع القرارا العراقي . لكن تسلسل لاحداث مؤخرا يظهر ان الانسحاب من العراق باقل الخسائر صار على رأس  قائمة الاولويات الاميركية في انانية لا لبس فيها ، بما تحمله هذه الاولويات من خطر التساهل الاميركي مع ايران ومنحها ميزات لم تكن تحلم بها نظير نجاح الانسحاب. ومن تلك الميزات خلق فراغ القوة  Vacuum Of Power الذي  سبق وأن تطرقنا له في جريدة الان الالكترونية  في مقال قبل ايام : http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=52255&cid=46 . حيث أن في اطلاق يد ايران تهميش لاهمية المملكة ودول مجلس التعاون وتهديد لمصالحها .
 ينتمي نزار مدني و منوشهر متقي  لنفس التاريخ والجغرافيا لذا تم اللقاء السعودي الايراني  الذي طال انتظاره من كلا الطرفين حتى لاتفلت من يد السعودية فرصة خلق دور لها في العراق بعد الاحاطة الايرانية الناجحة 'بالقائمة العراقية'  بفيالق 'دولةالقانون' و'الوطني العراقي' المدججة بالسلاح الايراني . أما أوجه فائدة اللقاء لطهران فمتعددة ، فالتتنسيق السعودي الايراني قد يطوع القوى السنية في العراق لقبول الدور الايراني في المرحلة المقبلة ، فالقوى المناوئة لطهران مدعومة  في جلها  -من وجهة النظر الايرانية -من قبل السعودية وتركيا . كما أن توصل السعودية وايران الى اتفاق يعطي الاخيرة فرصة اطلاق يدها في دوائر صنع القرار في  بغداد هو تحويل للعراق ليكون ورقة مساومة في يد طهران تستخدمها في ممحكاتها مع الولايات المتحدة في مواضيع شتى لعل اهمها ملف الطموح النووي الايراني . وأمن الجمهورية الاسلامية في وجه التهديدات الاسرائيلية ، بالاضافة الى الاستفادة من الورقة العراقية للقفز للعبة اكثر اثارة وربحا وهي فرض نفسها كمهيمن على منطقة الخليج العربي .وهنا نتذكر الحوار الافتراضي الذي تم في سنوات لم تبتعد عنا كثيرا   بين مسؤول امريكي وايراني بعد حرب تحرير العراق عام 2003م حين قال الاميركي : اصبحنا جيران . فرد الايراني : لقد اصبحتم اسرى لدينا .
 فهل تنجح  ابتسامات  السيد الخرافي والاجواء الايمانية في منظمة المؤتمر الإسلامي  في العاصمة الطاجيكستانية دوشنبيه في خلق قنوات تواصل خليجية ايرانية لحل ملفات العراق،و النووي الايراني  وأمن الخليج العربي بدل القناة االقائمة حاليا و التي تمر عبر واشنطن ؟

الآن: د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك