فهد البسام يؤكد بالأدلة أن البلد مخصخصة منذ زمن بعيد ومنتهية العملية دون الحاجة لصراخ وانفعال وتهويل
زاوية الكتابكتب مايو 14, 2010, 5:44 ص 1267 مشاهدات 0
فهد البسام / نقطة / مخصخصة خالصة!
بلد المليون فاهم، الكل يسهب ويتبرع بآرائه القيمة وفتاواه بالخصخصة وبكل خفة واريحية، كأن المطلوب هو التعليق على مباراة كرة قدم وليس فلسفة اقتصادية قد تغير موازين القوى والفساد في البلد، دارس التاريخ والجغرافيا يفتي وينظر، وخطيب المسجد ايضا لا يُقصر، ومن تكلم بغير فنه جاء بالعجائب كما يقولون، وكالعادة لم نسمع ارقاما ولم نر احصائيات او دراسات او بحوثا، فمع زيادة جرعة التسييس والمزايدات سكت الدكاترة والمختصون بالنواحي الفنية والاقتصادية خوفا ربما من تجريح وتسفيه الجهلة، وبين تخوين التجار وتقديس الموظفين ضاع المستهلك او الزبون الذي لا يعنيه جشع التاجر او كسل الموظف بقدر ما يعنيه الحصول على خدمة جيدة بسعر معقول وبأسرع وقت دون الحاجة لوساطة من احد، ورغم ذلك فاننا لو جئنا للواقع والحق والحقيقة فإن البلد مخصخصة منذ زمن بعيد ومنتهية العملية دون الحاجة لصراخ وانفعال وتهويل، فاذا كانت الخصخصة هي تحويل عدد من القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية من القطاع العام إلى القطاع الخاص فإن ذلك ما هو حاصل بالفعل منذ اكتشاف النفط لو ركزنا قليلا، فالاخوة المصريون رغم قدراتهم المتميزة التي تمكنهم من عمل كل شيء الا انهم اكتفوا بقطاعات التعليم والقضاء والطبابة والتشييد والبناء والحراسة، والاخوة اللبنانيون يسيطرون بتواضعهم المعهود على قطاعات الموضة والملابس والديكورات والتسويق والدعاية والاعلان، اما الاخوة البنغال فلهم قطاعات النظافة والمواصلات وكسح الالغام وتربية الاغنام والدفاع ولهم مشاركات هامة وجريئة في تفعيل قانون الجزاء وكذلك تسهيل وصولنا للجنة عبر تواجدهم الدائم لقبول تبرعاتنا وكفاراتنا، والاخوة الباكستانيون يتحكمون في قطاعات الحلاقة والخياطة والتهريب، كما ويسيطر الاخوة الايرانيون على قطاعات المخابز والصفافير والاقشمة والتنجيد وكذلك لهم محاولات جادة للمنافسة في مجالات الخياطة والتهريب ولا ننسى سيطرتهم شبه التامة على قطاع الخدمات اللوجستية في المواسم السنوية والمناسبات، هذا ويتحكم الاخوة الفلبينيون في قطاعات التصميم والتكنولوجيا والاغذية والمطاعم وصناعة المشروبات المحلية التي قد تساعد على اطاقة العيش في هذا البلد، اما الاخوة الهنود فيقومون بمهمة ملء جميع الفراغات المتبقية بدءا من تجهيز طعامنا وتغيير عجلات سياراتنا مرورا بأعمال المحاسبة والتدقيق وصولا لادارة البنوك والشركات، وما كان من الحكومة الا ان تبيع النفط وتوزع ريعه على الكويتيين «النشطاء» ليعيدوا توزيع ثروتهم على كل العالم.
فهد البسام
تعليقات