بعض النواب يبحثون عن شهرة على حساب الناخبين، وعن أسهل الطرق للسيطرة على مشاعرهم واستغلال ظروفهم، برأي خضير العنزي
زاوية الكتابكتب مايو 13, 2010, 11:29 ص 1219 مشاهدات 0
رأي ونص
من يوقف الانحدار؟!
كتب خضير العنزي :
سمو أمير البلاد شخَّص الداء وحدد العلة في حديثه لصحيفة ألمانية بقوله -حفظه الله- «النواب يريدون ارضاء الشارع بقرارات سريعة ترضي المشاعر ولا ترضي المنطق».
أذكر عند التصويت على مشروع اسقاط جميع القروض الشخصية والاستثمارية، غاب وقتها المنطق وهيضت المشاعر، بل تم اللعب على حاجات الناس الحقيقية لحل مشكلتهم مع الفوائد المتراكمة، فأتتهم تصريحات نيابية لا باسقاط الفوائد المتراكمة على الفوائد الاساسية، بل باسقاط جميع القروض.
حينها بُـحَّ صوتنا ومجموعة من النواب، وكنا نتساءل ونحن نناقش زملاءنا: لماذا تتركون المنطق والمقبول ولماذا لا تركزون على لب المشكلة، وهو الفوائد المتراكمة؟ ففيه حديث يدعمه المنطق والشرع، خصوصا اذا عرفنا ان هناك تساهلاً من البنك المركزي أوقع الناس في هذه المشكلة. حينها، وأقسم بالله العلي العظيم، ان نوابا دعموا مشروع اسقاط القروض كانوا يحدثوننا بان في موقفكم هذا فيه مخافة الله وحرص على حل المشكلة الأساسية، ونحن في موقفنا فيه خوف من الناس.
وان صاحب المشروع «ورطنا مع شارع لا يرحم» وهكذا حل المجلس وجاء مجلس آخر، وحل هو الآخر دستوريا، وجاء مجلس ثالث والقروض كما هي، لان النخبة خاطبت المشاعر ولم تخاطب العقل، ولعبت على عواطف الناس ولم تراع أمانة تمثيلهم، فالناس اعداء ما جهلوا، وهذا يجرنا إلى حديث آخر، وهو لا بد من «فيتو»، من نوع معين، لاننا لسنا امام نخب مثل نخب الستينات والسبعينات ممن بنوا الدولة الدستورية ومؤسساتها، فالموجود الآن هو خطاب الغوغاء وخطاب دغدغة المشاعر، ومثل هذه الخطابات لا تحمي الحقوق بل تضيعها وتضيع الوطن معها.
نحن لا ننكر ان هناك أخطاء، لكن المعالجة لا تأتي بالصراخ وتأليب الناس.
أذكر جيداً ان الاخ أحمد المليفي تنبه لحقيقة المشكلة وهي زيادة الفوائد، وذلك بربط الدينار بالدولار، ولا بد من استقرارها كما كانت في السابق بربط العملة الوطنية بسلة عملات، وقد شاركته هذا المقترح وقدمناه وأقره المجلس كتوصية وأخذت به الحكومة، على الأقل تم وقف الانحدار لحين البحث عن حل، في حين ان البعض من الزملاء لم يبحث عن حل بقدر البحث عن شهرة وعن أسهل الطرق للوصول إلى عواطف الناس والسيطرة على مشاعرهم واستغلال ظروفهم. لقد غاب رجال الدولة عن المسرح وساد من يستخدم اسهل الطرق للوصول الى السلطة وعندما يغيب الحكماء، فسيسود غيرهم، وحسبي الله ونعم الوكيل.
تعليقات