ما الذي يمنع الوطن من الإنهيار؟، فعندنا يتفرج النظام، وسياسته «الهون أبرك ما يكون» وعندما ينزوي الحكماء برأي خضير العنزي

 
رأي ونص 
«لا دليل.. وتحفظ القضية» 

كتب خضير العنزي : 

 
يخيل لي أحياناً أن كل ما نشاهده على المسرح السياسي من صراعات وضرب تحت الحزام بسبب الإعلان عن رصد 37 مليار دينار للمشاريع المقبلة (أكثر من مائة وثلاثين مليار دولار)، وانها السبب في حالة التوتر، وحتى حكاية التخوين الجارية في البلاد. هو صراع، أدواته وأهدافه، وحتى تسريباته مقصودة لضرب خصم قائم أو مرجح، طبعاً ما أقوله هو تحليل أو محاولة لفهم ما يحدث، وهي لا تستند الى دليل، لكن أغلب الصراع في العالم، والكويت ليست استثناء، يدور حول الثروة ومصادر الثروة، فمتى ما تحققت أدوات الصراع لدى المتخاصمين، فإنهم سيستخدمون جميع الوسائل، وان كانت غير مشروعة ولا أخلاقية.

فما الذي يحتاجه، انه يحتاج «شوية إعلام» يتم التسريب اليه بما لديه من معلومات، حتى وان كانت مضللة أو كاذبة، فمن سيصدق أو يكذب وان بانت الحقيقة، «فالطيور طارت بأرزاقها»، مع «شوية أمن» يتم أيضاً استمالتهم بعدة طرق مع «شوية أصوات» يتم شراؤها لضمان الوصول الى عضوية البرلمان، والمشاركة بالقرار أو التأثير فيه حتى تقوم السلطة بمجاملته على حساب شرائح المجتمع محدودة الدخل، لأن لا سلطة لديهم تقيم لهم السلطة وزنا. مع «شوية نفوذ» بعدد من الأجهزة حتى لو كانت استمالتهم، أو شراء ودهم بإثارة النعرات الفئوية والقبلية أو الطائفية، وانه «وجد» لحمايتهم من محاولات الآخرين بإلغائهم وسعيهم الدؤوب لتهميشهم. فإن تحقق كل هذا لك، فأنت قد امتلكت السلطة، وان لم يدون اسمك بالدستور.

فعندنا يتفرج النظام، وسياسته «الهون أبرك ما يكون» وعندما ينزوي الحكماء وهم يقولون «خل القرعة ترعى»، وعندما تجير مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات النفع العام لمصلحة المشاريع السياسية الخاصة، وعندما يلغى الفكر ولا يقاس بالمنطق، وعندما لا يحترم العمل ولا يتم تقدير الانجاز، وعندما تطغى الشخصانية في الطرح وفي التقييم، وعندما يصبح المكرم هو القريب من القلب والعين، ويبعد بل ويحارب المنتج والمخلص في عمله، لانه بعيد عن القلب والعين، وعندما لا يتم تربية أطفالنا وناشئتنا على المفاهيم الوطنية، ويتجرعون يوميا مفاهيم التعصب والتحزب، وعندما يحدث كل هذا، فما الذي يمنع ضعاف النفوس من الاساءة الىالوطن وخيانته، وما الذي يمنع «الرويبضات» من ان توزع صكوك الوطنية وتشكك في ولاءات الناس.
وعندما يحدث كل هذا، فما الذي يمنع الوطن من الانهيار؟!