الدعيج يسوق مثالا واقعيا يراه دليلا على اتهامنا بالسرقة والاختلاس
زاوية الكتابكتب مايو 11, 2010, 5:21 ص 1542 مشاهدات 0
أيها الكويتيون.. «كلبوكم» حرامية
كتب عبداللطيف الدعيج :
أمس انتهينا الى ان.. «الاعتداء على المال العام اصبح امرا يمارسه المواطن- اي مواطن- من دون تردد او رهبة او حتى اعادة تفكير». هل هذه حقيقة ومسلمة مفروغ منها؟ من المؤكد ان هناك شكاً كثيرا يحوم حولها، وربما هناك وقائع وحقائق ايضا تدحضها، لكنني على اقتناع بان نصيبها من الصحة يفوق الشك، والتأكيدات والدلائل المتوافرة تتغلب على كل الظنون.
في احدى ادارات الدولة، التي تتغنى حكومتها بالاصلاح ويتشدق نواب مجلس امتها ليلاً ونهارا بمحاربة الفساد والحفاظ على المال العام، تقدم مدير الادارة الى موظفيها بطلب بسيط ومغر ايضا. طلب من كل منهم ان يحدد الساعات الاضافية التي يرغب في تقاضي بدل اضافي عنها. هكذا.. ورقة.. امر اداري بساعات اضافية.. والموظف مطلوب منه من قبل مدير الادارة نفسه ان يحدد الساعات التي عملها او تظاهر بانه عملها. الموظفون المحظوظون لم يكذبوا خبرا او بالطبع لم يراعوا ذمة. حددوا ساعاتهم وقبضوا - وهذه حقيقة- المقسوم. استيقظ ضمير احدهم.. رد المبلغ «المختلس من المال العام» واستطاع عن طريق فاعل خير ان يضع الحادثة امام السيد وزير الحكومة الاصلاحية. كل ما فعله السيد الوزير انه اتصل بوكيله يسأله ان كان صرف رواتب اضافية لاي موظف في الوزارة.. الرد جاء بالنفي والوزير غاص مسترخيا اكثر في كرسيه الوثير.
هذه قصة حقيقية، حدثت قبل اسابيع، لا يزال حبر التواقيع طريا ولا يزال بالامكان مطاردة المختلسين.. لكن هل يجرؤ أي ناطور على اثارتها ومحاسبة الوزير والحكومة؟ بالطبع لا.. ولأ ايضا.. فهذه فيها ناخبون وفيها اصوات.. وفيها قبل ذلك خشمي واذني وولد فريجنا وابن عمي. لذلك ستبقى مدفونة واتحدى ايا من النواطير الذين ازعجونا بالمختلق من سرقات وبالتافه من شكوك عن اختلاسات ان يقدم فيها سؤالا او يشير اليها من قريب او بعيد.. علما بان الادارة والوزارة والوزير معروفون وبالامكان تسميتهم لمن هو حريص بالفعل، لا بالقول، على المال العام.
السرقة او الاختلاس هنا ليس هو الحدث.. الحدث عندي هو جرأة المدير على الطلب من موظفي الادارة تقديم بيانات عملهم الاضافي المزعوم. لا اعلم العدد.. لكنني على ثقة بانه كاف لان يجعل كل الكويتيين حرامية ومختلسين والا لما قام الاخ بطلبه من دون تردد ومن دون خوف او رهبة او حتى ادنى امكانية انكشاف.. وبعدين اكتشفوه... خير يا طير.. كويتي.. وثروته وحقوقه حسب موضة هذه الايام.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات