خصصت الشعب

اسمحوا لي أن أراسلكم يا نواب الأمة عبر هذه الرسالة المفتوحة، لأعبر لكم عن تضامني الصادق مع أطياف الشعب في جلسة الخصخصة وقلوبهم وعيونهم تتجه نحو مجلسكم الموقر  ، فأنا ربما أشعر بما يشعرون به تجاه بيع الوطن لفئة من التجار والمتنفذين, نعم..؟ .. بعض النواب نحس مما تحسون من ندم وحسرة على الورطة التي تم توريطكم بها، فبدل أن تتقاطر عليكم مرسلات التأيد معكم في وقفكم ضد قانون الخصخصة، وها أنتم تجدون أنفسكم أمام امتحان صعب ليس بالنسبة إليكم وحدكم، بل النسبة إلى كل المؤسسة التشريعية التي تنتمون إليها والتي حملتم الأمانة من الشعب الكويتي على صون حقوقه ،  ولم تعد المسألة بمثابة ذلك تمرير القانوني البسيط، الذي يجد حله في النصوص القانونية كما كنتم تعتقدون، لأن المسألة أصبحت أعمق وأعقد من مجرد ممارسة حق دستوري وقانوني. أعذروني إن كنت أتدخل في إرادتكم -إذا كانت تلك بالفعل إرادتكم الحقيقية أو على الأقل إذا كانت لا تزال كذلك وتنازلكم الآن هو تنازل عن حق أنتم متمنون عليه بالنسبة إلى وطن بكامله، فكيف تتخلون عنها عندما يتعلق بقضية وطن؟ هناك من يوسوس في صدوركم بأن الخصخصة هي التمنية للبلد، لكن تأكدوا بأن تنازلكم هو تنازل عن حقوق الشعب جميعا، قبل أن يكون تنازلا عن كرامتكم، ومن يعتب على النواب الذين وقفوا وقفة رجل واحد بساحة الإرادة لكي يعبروا عن مدى استياؤهم ورفضهم لبيع الوطن بجلسة الغد , وها انتم يا نواب الأمة أمام مصير الشعب عندما يتحولون من موظفين للحكومة إلى عمال لفئة من التجار الذين لم يرحموا الكويتيين الموظفين بالقطاع الخاص خلال الأزمة الاقتصادية وكلنا نعلم ما حدث لبعض موظفيها وأسرهم عندما تم فصلهم من وظائفهم .
وهنا أوجه رسالة إلى نواب الأمة لجلسة الغد :
مصير مستقبلنا ومستقبل أطفال الكويت بيدكم عندما يأتي التصويت على المداولة الثانية عليكم أن تراعوا الله قبل أن تراعوا ضمائركم وعاتق المسئولية التي تعق عليكم بصون الأمانة التي سلمت من أبناء الشعب عندما تداعوا في ذلك التاريخ 18/ 5/ 2009وكانت أصوات المرشحين تهتف لمصالح الناخبين والدفاع عن حقوق الشعب , وها انتم سمعتم صوت الشعب بساحة الإرادة مطالبين نواب الأمة بالوقوف معهم ضد مطامع فئة من التجار الذين ينتظرون أن تشرق الشمس على خصصت القطاع النفطي .
 واليوم نريد أن نسمع صوتكم داخل قبة عبدالله السالم بالوقوف ضد خصصت القطاع النفطي للحفاظ على مقدرات الوطن من اجل أطفال الكويت ومستقبلهم.
الكاتب الصحفي / حامد الهاملي