رفض خريجي الجامعات الأردنية بالنيابة العامة رغم قبول أوراقهم واعتراف التعليم العالي بجامعاتهم أمر يرفضه المحامي غليفص العكشان

زاوية الكتاب

كتب 2094 مشاهدات 0


الأمانة أنت أهلها،‮ ‬والحق أنت رجاؤه،‮ ‬والعدل أنت ميزانه،‮ ‬والضعيف أنت عونه،‮ ‬والحكومة أنت قائدها،‮ ‬والدولة أنت أمينها،‮ ‬والشعب أنت راعيه،‮ ‬والأمر بعد أمير البلاد أنت صاحبه،‮ ‬والقانون أنت حاميه،‮ ‬والمساواة مسؤوليتك وواجب الدولة القيام بها،‮ ‬وتكافؤ الفرص واجب دستوري،‮ ‬والدستور أحكامه تحكم الجميع‮. ‬يا سمو رئيس مجلس الوزراء‮ ‬،‮ ‬العدل أساس الملك،‮ ‬والعكس ضياعه،‮ ‬أنت شيخ من شيوخ السياسة وقائد من رواد الحكمة وعالم بسير الحياة السياسية في‮ ‬بلادنا العزيزة ومطلّع على أحوال العالم ولك خبرة تربو على‮ ‬46‮ ‬سنة في‮ ‬حياة العلم وإدارة الدولة،‮ ‬وتملك من معارف اللغات الكثير،‮ ‬ولا‮ ‬يخفى عليك الأمر ان توضيحه واجب على كل مخلص للكويت ولك‮ .‬
الواقع ان كثيراً‮ ‬من شباب الكويت،‮ ‬ويعلم سموك،‮ ‬ان الشباب هم قوة الدولة وزاد مستقبلها وذخيرتها عند الحاجة،‮ ‬والعدل والمساواة دعامات المجتمع والأساس الصالح لتقدم الدولة وبها تطمئن النفوس وتستقر الأحوال،‮ ‬فإذا اختل العدل أو نال المساواة الشطط والغلو والتحيز اضطربت النفوس وشمخ شيطان الهوى وتحجر التراحم والتعاون بين المواطنين،‮ ‬وأصبح البعض عدوا للبعض الآخر،‮ ‬وأضحت القوة المعنوية بيد البعض سلاحا‮ ‬يوجه ضد بعض المجتمع،‮ ‬فيكون الواقع حرمانا من تكافؤ الفرص وتدمر دعامات المجتمع‮ ‬،‮ ‬ويسود التجبر ويكون القانون وأحكامه استثناء والقوة المعنوية هي‮ ‬الأصل،‮ ‬عندئذ‮ ‬يستعبد القوي‮ ‬الضعيف وتكون الحياة بيد جبروت صاحب القوة المعنوية‮.‬
وبهذه الرسالة انقل إلى سموكم وأنت أب الجميع‮ ‬،‮ ‬بعد أمير البلاد حفظه الله وسدد خطاه،‮ ‬معاناة بعض الشباب الذين عانوا في‮ ‬طلب العلم الكثير من الصعاب ومنها الغربة وتحملت أسرهم الكثير من المخاسير في‮ ‬سبيل إعدادهم إعدادا صالحا ليكونوا صروحا متماسكة كل باختصاصه‮ ‬يسند الآخر لخدمة بلادهم والذود عنها كل من موقعه تحت توجيه أميرها وقائدها لبر الأمان ورعايتكم للعلم وطلابه وهديا بالإخوة الوطنية وتجسيدا للمصير المشترك وتطلعا لمزيد من التقدم للبلاد والرخاء والحب المتبادل بين مكونات الشعب،‮ ‬إلا انه‮ ‬يا سمو الرئيس قد حاد البعض ممن بيده جزء من القرارات عن مبدأ العدل والمساواة بين أصحاب المراكز القانونية المتماثلة وهذا أمر له ما بعده من الخطورة على الوحدة ونسف لمبدأ تكافؤ الفرص وتحطيم للمساواة وكسر لناموس العدالة،‮ ‬وهو أمر‮ ‬يعلم الجميع ان سموكم لا‮ ‬يقبله ولا‮ ‬يرضى به وأنكم لم تطلعوا عليه والعذر لكم قبل هذا‮.‬
الأمر ان عشرات من شباب الكويت تخرجوا من الجامعات الأردنية بشهادات اليسانس من كليات الحقوق بتفوق،‮ ‬وعندما تقدموا للالتحاق بالنيابة العامة قبلت طلباتهم‮  ‬لتوافر شروط الإعلان لهذه الوظيفة،‮ ‬إلا ان الغريب عدم قبول أي‮ ‬واحد منهم بمقولة ان المبدأ المتبع عدم قبول خريجي‮ ‬الجامعات الأردنية،‮ ‬وهذا قول ومنطق به كثير من مغالطات العدل والإنصاف والمساواة،‮ ‬لان هذه الجامعات مقبولة من قبل التعليم العالي‮ ‬بالكويت فيكون منطق عدم قبولهم بهذا العذر فيه كثير من شطط التعسف‮ ‬غير المبرر من قبل لجنة القبول المعنية‮ ‬،‮ ‬إذ كيف‮ ‬يتم استلام طلباتهم ثم‮ ‬يكون استبعادهم لا لسبب إلا لكونهم من خريجي‮ ‬الجامعات الأردنية،‮ ‬مع العلم ان هذه الجامعات مقبولة لدى التعليم العالي‮ ‬لدينا وبهذا المنطق‮ ‬يتكدس في‮ ‬نفوس هؤلاء الشباب الإحساس بالظلم والحياد عن المساواة والعدل من جانب اللجنة المعنية‮ ‬،‮ ‬والشعور لديهم على اثر هذا بان الأمر به تمييز على أساس الأصل أو المذهب أو العرق‮ ‬،‮ ‬خلافاً‮ ‬لأحكام الدستور والقانون‮ ‬،‮ ‬ولا شك ان منطق العقل لا‮ ‬يقبل مثل ذلك‮  ‬العذر لعدم قبولهم‮ .‬
يعلم الجميع‮ ‬يا سمو الرئيس انك القادر على رد الأمر لنصابه وإنصاف أبنائك الذين تتوافر بهم جميع شروط القبول ومقارنة شهاداتهم ودرجاتهم مع من تم قبولهم ليتضح لسموكم الكريم مدى الإجحاف الذي‮ ‬وقع عليهم،‮ ‬لا لسبب إلا ما تكنه النفوس ولا‮ ‬يخفى عليكم اكتشافه عند المقارنة بين مؤهلات المقبولين ومن تم رفضهم،‮ ‬عندئذ‮ ‬يضع سموكم الحق في‮ ‬نصابه ويرتفع بكم ميزان العدل وتحيا بكم أمال الشباب المحطمة بقرار اللجنة المعينة ويستقيم الأمر في‮ ‬مستقبل الأيام ويأخذ صاحب الحق حقه وتكسر شوكة الظلم ويرتاح وجدان الجميع،‮ ‬ويقبل المجتمع رفع راية المساواة مع احترام تكافؤ الفرص وإنصاف المظلوم من الظالم وسموكم عدل في‮ ‬قوله ومنصف في‮ ‬حكمه وعامل بعلمه وهاد للعدل وقائم به،‮ ‬وأبناؤك‮ ‬ينتظرون كل ذلك منك وأنت‮ ‬يا سمو الرئيس أهله‮ ‬،‮ ‬وهذا أخذا بأحكام المواد‮  ‬7‮ ‬،‮ ‬8‮ ‬،‮ ‬26‮ ‬،‮ ‬29‮ ‬،‮ ‬36‮ ‬،41‮ ‬،45‮  ‬من الدستور‮. ‬اللهم أحفظ الكويت وارحمنا برحمتك‮ . ‬آمين‮ .‬

للمزيد أنظر:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=51958&cid=30

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك