المرأة الكويتية من التهميش الى التمكين

73 عاما من النضال بمناسبة ذكرى 'حقوقها السياسية'

نضال 73 عاما حصدته المرأة الكويتية في السنوات الخمس الأخيرة وليس ثمرة النضال هو نيل حقوقها السياسية فقط وإنما في الصعود الكبير إلى المناصب القيادية والوظائف العامة . ولا يزال نضالها مستمرا لمزيد من الصعود السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحصاد الأكبر لنضال المرأة وفق ما رصده تقرير مركز اتجاهات للبحوث والدراسات الذي يترأسه خالد عبدالرحمن المضاحكة هو تغير البنية الثقافية في المجتمع فأصبح من كان يرفض الحقوق السياسة للمرأة يجلس بجوارها في قاعة عبد الله السالم ومن كان يشك ي عطائها يشاطرها طاولة مجلس الوزراء ومن لا يثق في كفاءتها يعمل تحت أمرتها في وزارة أوجهة حكومية ومن يشوش على قدراتها في التخطيط والنجاح يأمل ان يحتذي بها في إدارة شركة أو يشاركها في بيزنس .

تقرير مركز اتجاهات للدراسات في مناسبة ذكرى حصولها على حقوقها السياسية في 16 مايو يرصد التحولات في المحطات المهمة في تاريخ المرأة الكويتية حتى حصدت مكانتها في المجتمع وطلت من نافذة التفوق على المجتمع الخليجي والعربي والعربي والعالمي أيضا .

طموح نسائي

والمرأة لن يتوقف نضالها بالحصول على منصب الوزيرة ولا النائبة فقد سعت لمنصب نائب رئيس مجلس الأمة لكن د . معصومة المبارك أخفقت في مواجهة عبد الله الرومي ومن المؤكد انه ستكون هناك محاولات من أخريات في السنوات القادمة كما أنها تسعى لتوسيع قاعدة التوزير وسط النساء حيث إن 3 سيدات حصلن على المنصب وهن د. معصومة المبارك ونورية الصبيح ود. موضي الحمود كما إن المرأة تسعى لأكبر من منصب وزيرة وهو نائب رئيس الوزراء

حماية قانونية

والنساء يمثلن 17% من حجم قوة العمل في القطاع الأهلي و 7% في القضاء والسلكين الدبلوماسي والعسكري . وتتميز نساء الكويت بوجود سقف عال من الحرية خاصة في مجالات الحقوق السياسية والمدنية والنقابية وحق التعليم وحرية تأسيس جمعيات النفع العام وكل ذلك محصن بنصوص دستورية وقوانين ولوائح.

وتتمتع المرأة بحماية قانونية كاملة حيث كفل قانون العمل الجديد المزيد من حقوق المرأة العاملة كأجازات الوضع والحمل وإنشاء الحضانات لأطفالهن وبالرغم من هذه المزايا فهناك بعض التحديات تواجه المرأة ومن ذلك قضية عدم منح جنسية المرأة الكويتية لأبنائها القصر من زوج غير كويتي ويعود ذلك إلى الأساس القانوني لاكتساب الجنسية وفقا لقانون الجنسية لعام 1959 فضلا عن عدم تمتع المرأة الكويتية بالرعاية السكنية أسوة بالرجل .

ريادة خليجية

ورغم العثرات والصعاب إلا ان نجاحات المرأة الكويتية أكسبتها الريادة والسبق على مستوى الخليج لما وصلت اليه من مناصب وظيفية متعددة وقيادية ولم يقف اهتمام الكويت بالمرأة عند نقطة الحقوق السياسية فقط بل تعداها الى كل ما يتعلق بالمرأة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وهو الامر الذي نص عليه الدستور عام 1962 عندما كفل حقوق الامومة والطفولة في المادة التاسعة منه . وشدد على حمايتها من العنف من خلال قانون الأحوال الشخصية . كما كفل لها حق الترشيح والانتخابات في الجمعيات الأهلية والتنظيمات التعاونية التى تمثل محورا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الدولة.

بداية مشوار

انطلقت مسيرة نضال المرأة منذ العام 1937 عندما بدأت مسيرتها التعليمية .

النساء الاوائل

وطوال مسيرة نضال المرأة هناك نساء رائدات في مجال عملهن ومن ابرزهن :

د. معصومة المبارك كانت اول وزيرة في تاريخ الكويت حيث تم تعينها في 12 يونيو 2005 كوزيرة للتخطيط ووزير دولة لشؤون التنمية الإدارية واستمرت بعدها وزيرا للمواصلات ثم وزيرا للصحة.

ونورية الصبيح ثاني وزيرة في تاريخ الكويت وأول وزيرة تصعد إلى منصة الأستجواب كما كانت د. فايزة الخرافي مديرة منصب مدير الجامعة والسفيرة نبيلة الملا أول سفيرة كويتية وأول امرأة خليجية تتولى منصبا رفيع المستوى حيث تم توليها منصب سفيرة الكويت لدى زيمبابواي وتوجهت نهاية عام 2003 السفيرة الملا مندوبا دائما في الامم المتحدة وتعد بذالك أول سفيرة عربية مسلمة بالأمم المتحدة كما تولت رئاسة مجلس أمناء المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك.

ود. رشا الصباح أول امرأة تتولى منصب وكيل وزارة الكويت وذلك كوكيلة لوزراة التعليم العالي في 26 سبتمبر 1993

والمهندسة سارة أكبر عرفها العالم بأسرة عندما ارتدت الخوذة الواقيه واقتحمت النيران التى اشعلها الاحتلال العراقي وساهمت هي وزملائها المهندسيين الكويتيين والاجانب في اطفاء حريق الآبار

إما قاطمة حسين فهي رائدة الإعلاميات الكويتيات حيث قدمت اول رسالة إذاعية تحمل عنوان ' يوميات سيدة كويتية في نيويورك'

واول أمرائتين في المجلس البلدي تم تعيينهما في 5 يونيو 2005 وهما المهندسة فاطمة الصباح وفوزية البحر .

اما رائدة النضال النسائي فهي نورية السداني مؤسسة ورئيسة أول جمعية نسائية في تاريخ الكويت وهي جمعية النهضة الأسرية وذلك عام 1962 حتى عام 1979 وهي أول رئيسة لأول اتحاد نسائي كويتي أسس في الكويت من عام 1974 حتى عام 1977 وأول عضو نسائي في مجلس إدارة جمعية الروضة التعاونية في عام 1969 ونورية السدائي أول مخرجة تلفزيونية كويتية.

وتعتبر لولوة القطامي رائدة الحركة النسائية الكويتية حيث امتدت مسيرة كفاحها الطويل اقصر من 4 قرون فهي صاحبة فكرة ومؤسسة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية وعضوة مجلس إدارتها ورئيسة لها في الفترة من 1963 حتى عام 1993 وثم رئيسة فخرية للجمعية

وعلى الصعيد الدولي نالت القطامي لقب سفيرة من منظمة اليونسكو للسنه الدولية لمحو الامية عام 1990 وشغلت منصب مديرة كلية البنات للشؤون الإدارية عام 1975 حتى عام 1994 وهي احدى مؤسسات المجلس العربي للطفولة .

وبرلمانيا خطف اربع نساء هي د. معصومة المبارك ود. اسيل العوضي ود. رولا دشتي ود. سلوى الجسار الاضواء في العرس الانتخابي في مجلس الأمة في عام 2009 ليضبحن نائبات في مجلس الأمة ويعتبر دخول المرأة البرلمان حدثا تاريخيا.

سيدات الأعمال

واقتصاديا حلت الكويت في المرتبة الأولى في ما يخص حصة النساء الخليجيات من المشاركة الاقتصادية والفرص المتاحه في سوق العمل بنسبة 92% وذلك وفق تقرير صادر عن مؤسسة دبي للمرأة بينما جاءت السعودية في المرتبة الأخيرة .

وإذا كانت سيدات الأعمال في دول التعاون يمتلكن 385 مليار دولار فان سيدات الأعمال الكويتيات وفق ' ميريل لينش' يمتلكن 85 مليار دولار وهذا زاد بمقدار 30 مليار دولار في غضون 4 سنوات من عام 2007 ما يعكس صعود المرأة اللافت في مجال البزنس.

واحتلت مها الغنيم رئيسة بيت الاستثمار العالمي ' جوبل ' المرتبة الأولى بين النساء العربيات في مجال قائمة 'فوربس' لأقوى النساء في العالم تليها السيدة الأولى في قطر الشيخة موزه بنت ناصر المسند وجاءت ملكة الأردن رانيا في المرتبة الثالثة . والشيخة لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد رابعا .

وعلى الصعيد العلمي حققت المهندسة منار الحشاش نجاحات عريضة واخترتها شركة مايكروسفت في العام 2009 لتكون محكمة بلجنة التحكيم المسؤولية عن تصفيات الجولة النهائية لمنافسات كأس مايكروسفت .

انجازات عربية

وانجازات المرأة عربيا تنوعت وتعددت في السنوات الأخيرة حيث حظيت أعمال د. فاطمة العبدلي باهتمام كبير في علوم البيئة وحصلت على جائزة المرأة العربية المتميزة في دعم قضايا القيادة للمرأة العربية.

ففازت بها الناشطة المحامية كوثر الجوعان التى منحتها لها اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التميز العنصري.

كما رشح مجلس السلام العالمي في فبراير 2006 الجوعان لتكون احد أعضائه وممثلة الكويت لتصبح أول امرأة عربية تحظى بهذا المنصب.

أول نقابية

وفي انجاز جديد وتاريخي للمرأة على الصعيد النقابي فازت هدى محمد الصقعبي برئاسة النقابة عن الدورة النقابية الثانية 2007- 2009 .

نماذج قيادية

ومن النمازج القيادية للمرأة في الوزارات والجهات الحكومية المختلفة:

رشا الحمود – مستشارة لسمو رئيس الوزراء
الشيخة اعتماد الخالد الاحمد – وكيل ديوان سمو رئيس الوزراء
إيمان سليمان السعيد – الوكيل المساعد لشؤون الاقتصاد في الديوان الأميري .
مي محمد العميري – الوكيل المساعد لشؤون مكتب الديوان الأميري .
هناء بدر المحمد الاحمد الصباح – الوكيل المساعد لشؤون التطوير والتدريب بالديوان الأميري
تهاني غلوم عبد الرحمن محمد – الوكيل المساعد لشؤون إدارة مكتب سمو رئيس مجلس الوزراء
المجلس البلدي يضم في عضوية كل من حنان بو شهري , ومنى بورسلي

وزراة الأشغال : تتولى عواطف الغنيم الوكيل المساعد لشؤون الحكومي للفحوصات وضبط الجودة والأبحاث.

وزارة التربية : بالإضافة الى الوزيرة د. موضي الحمود تتولى تماضر السديراوي منصب الوكيل وعائشة الروضان الوكيل المساعد للتخطيط والمعلومات بالإنابة ومريم وتيد الوكيل المساعد للبحوث التربوية والمناهج وبدرية الخالدي الوكيل.

وزارة الشؤون : تتولى عواطف القطان منصب الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير الاداري

وزارة النفط : تتولى نوال الفزيع الوكيل المساعد للشئون الاقتصادية.

والنماذج القيادية المتنوعة التى تمكنت منها المرأة لا تزال تشكل خطوة مهمة في مشوار نضال المرأة لكنها تطمح إلى مرحلة التمكين فتكون على قدم وساق مع الرجل في جميع المواقع القيادية لا سيما أنها تشكل أكثر من نصف مجتمع الكويت واستطاعت إن تحقق نسبة 100% في التعليم . ومن هنا تبدو مرحلة التمكين للمرأة أكثر قربا من أي وقت مضى .

محطات صعود المرأة

المسيرة السياسية للمرأة وقصة المطالبة بحقوقها السياسية شرعت منذ 4 عقود وكانت ابرز محطاتها في السطور التالية :

انتخابات 71 : قدمت قائمة نواب الشعب أول برنامج للعمل الوطني في الكويت ينص على السعي من اجل إعطاء المرأة حقوقها السياسية كاملة.
مجلس 71 : تقدمت الناشطة والمؤرخة نورية السداني في العام 1971 بمذكرة للمطالبة بحقوق المرأة وأحال رئيس مجلس الأمة المذكرة إلى لجنة العرائض والشكاوي التى أعدتها إلى المجلس حيث رفض المذكرة .
مجلس 71 : قدم النائب سالم المرزوق في 1/12/1971 اقتراحا لمنح المرأة حق الانتخاب
مجلس 75 : النائبان جاسم القطامي وراشد الفرحان قدما اقتراحا بقانون لمنح الحق السياسي للمرأة
مجلس 81 : قدم النائب احمد الفهد الطخيم بمنح الحقوق السياسية للمرأة
مجلس 85 : اقتراح في 20/2/1985 بمنح الحقوق السياسية كاملة من النائب عبد الرحيم الغنيم.
مجلس 92 : النواب عبد المحسن جمال وجاسم الصقر ةعبدالله النيباري قدموا اقتراحا في 20/7/1994 بمنح المرأة حقوقها السياسية.
مجلس 96 :إقتراح في ديسمبر 96 بمنح الحقوق السياسية للمرا’ من النواب سامي المنيس وعبدالله النيباري وحسن جوهر.
مجلس 96 : اقتراح في يناير 97 بمنح المرأة حقوقها السياسية من النائبين صلاح خورشيد وعباس الخضاري
مجلس 99 : أقر مجلس الوزراء في مايو 1999 مرسوما أميريا بمنح الحقوق السياسية للمرأة .
مجلس 99 : الأمير صادق على مرسوم بمنح المرأة حقوقها السياسية في 25 مايو 99 تمهيدا لإحالته على مجلس الأمة .
مجلس 99 : اقتراحا نيابي في 30/11/1999 بمنح المرأة حقوقها السياسية قدمه النواب محمد الصقر وسامي المنيس واحمد الربعي وعبد الوهاب الهارون وعبد المحسن جمال ورفضه المجلس .
قدم النواب محمد الصقر وسامي المنيس وعبد الله النيباري وعبد الوهاب الهارون اقتراحا بقانون جديد لمنح المرأة حقوقها السياسية كاملة .
مجلس 99 : اقتراح في 29/7/2001 بمنح المرأة حقوقها السياسية كاملة.
مجلس 99 : صدور حكم المحكمة الدستورية في 16/1/2001 برفض الدعوى الخاصة بالطعن المقدم من مواطن ضد مدير ادارة الانتخابات في وزارة الداخلية بصفته بشان عدم دستورية قانون الانتخاب .
مجلس 99 : اقتراح عضو المجلس البلدي خليفة الخرافي في 29/1/2001 نيل المرأة حق الانتخاب والترشيح لعضوية المجلس البلدي .
مجلس 99 : رفضت لجنة فحص الطعون التابعة للمحكمة الدستورية من مواطنين ضد وزير الداخلية بصفته بشأن عدم قبول قيد اسميهما وأخريات في جداول الناخبين .
مجلس 2003 : اقر مجلس الوزراء في 11/5/2003 منح المرأة حق الترشيح ولانتخاب
مجلس 2003 : سجلت الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي في ابريل 2006 حدثا فريدا في تاريخ المرأة السياسي اذ مارست حقها لأول مرة ترشيحا وانتخابا وسجلت من خلال المرشحة جنان بو شهري أول عملية ترشيح للمرأة الكويتية حيث حصلت على المركز الثاني فيما اعتبرت رقيه حسين علي 73 عاما وقتها أول ناخبة في تاريخ الكويت عندما أدلت بصوتها في مدرسة أروى بنت الحارث في الرميثية.
مجلس 2006 : وافق مجلس الوزراء في 5 يونيو على تعيين أمرآتين من بين 6 شخصيات لعضوية المجلس البلدي لأول مرة في تاريخ الكويت وهما الشيخة المهندسة فاطمة الصباح وم. فوزية البحر .
مجلس 2006 شاركت المرأة مرة أخرى في تكملية البلدي في 26يونيو 2006 عبر خالدة الخضر التى حازت 120 صوتا .
مجلس 2008 : شاركت المرأة في 17/5/2008 في انتخابات 2008 تصويتا وترشيحا إذ بلغ عدد النساء اللاتي شاركن فيها 27 أمرآة وحققت أرقاما متقدمة فاقت كثيرا في الرجال ولكنها لم تخظى بأي مقاعد .
مجلس 2009 فازت 4 نساء بمقاعد مجلس الامة الكويتي من بين 17 مرشحة خضن انتخابات السادس عشر من مايو 2009 .