مستغربا «الستربتيز السياسي» الذي يمارسه بعض النواب..سعود العصفور يتهم الحكومة بالعجز والضعف أمام سطوة «التاجر»

زاوية الكتاب

كتب 1232 مشاهدات 0




 
 سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / لن أبيع وطني
 
 
يبدو أن الرغبة في الاستسلام للحكومة من قبل بعض نواب الأمة قد فاقت الحد المعقول. هم في حاجة إلى أي شيء ترميه لهم الحكومة حتى يتدافعوا على منصات التصريحات ليعلنوا براءة الحكومة وطيب أصلها ونقاء سريرتها. تصريحٌ فقط تدعي فيه الحكومة أنها عملت، أو ستعمل، أو ستنظر، أو ستحقق، هو كل ما يحتاجه هؤلاء النواب. أعلنت الحكومة أنها ستحيل إلى النيابة قضية الإعلانات الانتخابية، فهلل ورقص طرباً نواب الحكومة ونائباتها، حتى ولو كان التحويل وهميا وخادعا للمجلس وللأمة من ورائه. صرحت الحكومة أنها ستغلق عدداً من المصانع في أم الهيمان، فخرج بعض نواب الأمة معلنين الانتصار للأمة وأنهم قد حققوا ما عجز عنه الأولون والسابقون وشكروا الحكومة حتى كدنا نراهم يذرفون دموع الفرح أفراداً وجماعات، لنفاجأ بعد ذلك بأن الإغلاق ليس إلا موقتاً ولعدد قليل من المصانع الملوثة للبيئة والمدمرة لصحة الإنسان.
لا استغرب محاولة الحكومة وأعضائها وناطقها الرسمي اللعب حسب الظروف الممكنة، فالعجز له ثمن، والضعف له ضريبة، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة له نتائج، وحكومتنا ولله الأمر من قبل ومن بعد، هي حكومة عاجزة وضعيفة وغير قادرة أمام سطوة «التاجر»، وليس لديها الإمكانيات اللازمة لتمارس دورها كحكومة تنمية وتطوير وإصلاح، ولا حول لها ولا قوة، لكن ما يستغرب هو ذلك «الستربتيز السياسي» الذي يمارسه بعض النواب مع كل حركة «دلع» تقوم بها هذه الحكومة، ومع كل «إيماءة» غزل تقوم بها حكومة كسيحة لإعطاء النواب أطواق نجاة وهي التي تحتاج إلى من ينقذها مما هي فيه.
اليوم، سيتكرر الموقف في قانون الخصخصة غير الدستوري، والمدخل الواسع لبيع البلد ومرافقه العامة في سوق السياسة والتجارة. في هذا القانون المثير للجدل، سيكون هنالك نواب لا يبحثون عن أعذار وإيماءات الحكومة ليتعلقوا بها، وفي مقابلهم سيكون هنالك نواب لا يخافون إلا الحكومة وخسارة الكرسي وضياع المصالح، ولا يبحثون إلا عن تلك الأعذار والإيماءات. هنالك عضو لن يبيع وطنه وسيمثل الأمة والشعب، وهنالك نائب أمة وممثل للشعب مستعد أن يبيع الوطن والأمة والشعب من أجل مصالحه. فليختر كل نائب موقفه، ولتختر «الأمة» موقفها في ساحة الإرادة الليلة.


سعود عبدالعزيز العصفور

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك