على وقع نشر قضية التجسس..الشيخ على الجابر يناشد الصحافة الحرص والتأني في نشر الأخبار المتعلقة بالأمن الوطني

زاوية الكتاب

كتب 971 مشاهدات 0





 التجسس
 
الأحد 9 مايو 2010 - الأنباء
 

آفة التجسس لمصلحة دولة أخرى توصف بأنها جريمة بشعة وخيانة كبرى في حق الوطن والمواطن وتهديد لأمن المجتمع، ويترتب عليها العديد من التداعيات السلبية والمخاطر التي تهدد استقرار الوطن وشعبه، والذي يختار مثل هذا العمل المقيت بانتهاك حرمات الوطن لا شك أنه قد تجرد من أسس الولاء والمواطنة، وسواء أكان عمله بدافع المال أم بدافع الولاء لتلك الدولة الأخرى، فمن باب العدل أن يكون عقابه بمستوى فعله المشين وأن يتم اتخاذ موقف حازم ضد كل من يتجرأ على المساس بأمن الوطن وأركان استقراره.
والمسؤولية في القضاء على هذه الآفة لا شك في أنها كبيرة وتقع على عاتق الدولة ومجلس الأمة وجميع مؤسسات المجتمع المدني بالعمل الحثيث على تعزيز الولاء والانتماء الوطني في حب الكويت والتركيز على فئة الشباب ومنعه من الانحراف والاستمالة من قبل الآخرين الذين يسعون الى خلق الفتنة والفرقة التي تزعزع كيان وحدتنا الوطنية لتشكل مدخلا لأولئك العابثين المضللين الذين يرتدون العديد من الأقنعة لتمويه أفعالهم مستغلين واقعا صعبا فرضته ظروف التناحر والشقاق بين أبناء الوطن الواحد لتمرير أجندات خارجية تشكل خيانة عظمى لوطنهم.

كما أن المطلوب من صحافتنا المحلية الحرص والتأني في نشر الأخبار المتعلقة بالأمن الوطني والابتعاد عما يسمى بالسبق الصحافي في هذه المسائل الحساسة ليتسنى للأجهزة الأمنية متابعة واستكمال مهامها دون تأثيرات خارجية سلبية قد تقدم العون بطريقة غير مقصودة للمتهمين والمتورطين في مثل هذه القضايا الكبيرة فتساعدهم على الهروب وإخفاء الأدلة، فحظر نشر وتداول مثل هذه الأخبار ضرورة أمنية يجب أن تستمر لحين الإعلان من الجهات الرسمية عنها.

فهذه الثلة صاحبة الانتماءات المتعددة والوجوه المتغيرة قد أنكروا نعمة الله التي أنعمها عليهم في هذا الوطن المعطاء وأصبحت سياسة اللين والديبلوماسية الحكومية لا تنفع معهم على الإطلاق بل يعتبرونها نوعا من الضعف من الدولة تجاههم، لذا فإن قطع دابرهم وإنزال أشد العقاب بهم ضرورة حتمية، وهذا ما طالبنا به الحكومة في مقالات سابقة بعدم التساهل والتسامح وعدم فتح باب سمة الدخول على مصراعيه.

وما يحز في أنفسنا أن تأتي تلك الطعنات النافذة ممن يحسبون على هذا الوطن الذي يؤمّن لهم سبل الحياة الكريمة إلا أنهم يقابلون الإكرام بالإساءة، لذا يغدو لزاما علينا أن نبقى يقظين بعيون راصدة تكشف النوايا الإجرامية وتعريها أمام الملأ.

ولا نشك في قدرة الأجهزة الأمنية على التصدي لكل من يحاول أن يعبث بأمن واستقرار البلاد، آملين المزيد من اليقظة والحيطة للحفاظ على مصالح كويتنا الحبيبة والضرب بيد من حديد فعلا لا قولا ضد كل من ينتهك أمننا الوطني، وإما أن نكون أو لا نكون، اللهم إنك تحمينا من شر هؤلاء، إنك مجيب الدعاء.

 

الحقيقة المقلوبة

قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) صدق الله العظيم.

وحياتنا اليومية مرآة صادقة تعكس صورا تتناغم مع الآية الكريمة حيث نرى كتّابا يكتبون عكس قناعاتهم، ونوابا قناعاتهم عكس تصريحاتهم، فلماذا يقوم هذا الكاتب أو ذاك النائب بمثل هذا العمل؟! هل اتباع المصلحة أهم من الحفاظ على المبدأ؟

وهل كسب رضا الناخبين أهم من مصداقيته أمام ربه ومن ثم نفسه وأمام الناس؟!

بعض النواب، هداهم الله، يتميزون بإطلاق التصريحات النارية بمناسبة ومن دونها، فقط لإظهار البطولة أمام ناخبيهم الذين إلى الآن لم يفهموهم كسباً لودهم وأصواتهم، وأصبح من ينتقد بهدوء وبمنطق ويقارع الحجة بالحجة لا يحظى بالقبول كالذي يرفع صوته بالتهديد والوعيد بلا أدب، وهو مبدأ خطير وسنة دخيلة على المجتمع الكويتي.

رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك