وليد عبدالله الغانم يرى أن مجلس الخدمة المدنية أصاب الموظفين بأكبر صدمة بسبب قرارات زيادات الرواتب الارتجالية
زاوية الكتابكتب مايو 7, 2010, 5:42 ص 1248 مشاهدات 0
هل يستطيع أعضاء الخدمة المدنية النوم؟
كتب وليد عبدالله الغانم :
7 ساعات متواصلة في الاجتماع الماراثوني لمجلس الخدمة المدنية الموعود تمخضت عن أكبر صدمة اصابت الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص بسبب القرارات الارتجالية والتفرقة غير المبررة في منح الهبات والزيادات المالية لفئات وظيفية دون أخرى ومن دون وجود اسباب منطقية ومعايير موضوعية لهذه الهبات الا حقيقة واحدة هي ان مجلس الخدمة المدنية رضخ لأصحاب الصوت العالي.
بعض الظرفاء حسب مدة الاجتماع التي بلغت 430 دقيقة، فقسمها على طلبات الكوادر وعددها 123 فاكتشف ان اجتماع الخدمة المدنية الأولمبي خصص 3 دقائق تقريبا لكل كادر مقبول او مرفوض وهو ما يسمى باللهجة المحلية «سوق ماصلي»، هذا اذا افترضنا ان الساعات السبع استغلت بالكامل ولم تخترقها التعطيلات المعتادة في الاجتماعات الحكومية مثل سوالف الربع وقصص السفر وآخر النكات ومباريات الدوري الاسباني، ناهيك عن التوقف للمكالمات الهاتفية والمسجات والراحة بين الشوطين.
كيف قرر أعضاء المجلس الموقر هذه الزيادات؟ لماذا وافقوا لجهات ورفضوا أخرى؟ كيف تم تحديد المبالغ المالية في المستويات المختلفة؟ هل توجد لدى المجلس دراسات فنية متخصصة اطلع عليها في الساعات السبع العجاف؟ هل وافقت هذه الزيادات فعليا توجه جميع اعضاء الخدمة المدنية؟ من يقنع الموظفين في الدولة ان هذه الزيادات البهلوانية هي زيادات مستحقة ومنصفة؟
مجلس الخدمة المدنية يبدو انه فوجئ بحجم الغضب وردة الفعل الصارخة لموظفي الدولة، فالتزم الصمت ولم يصدر منه أي بيان يعلق على تنديدات النقابات الحكومية المختلفة ممن ينتظر أصحابها انصافهم منذ سنوات عديدة، حيث تخبأ مطالباتهم في كواليس الخدمة المدنية وكأنهم موظفون من عالم آخر.
ان المطلوب من الحكومة الموقرة الآن تدارك اضرار الموافقة على توصيات الخدمة المدنية، واعادة النظر مرة أخرى في زيادة الرواتب بشكل شمولي ومنصف ومتزن دون ارهاق المال العام، وبلا محاباة لفئات على حساب أخرى، كما حصل في فوضى القرارات الاخيرة.. يا ترى هل يستطيع أعضاء مجلس الخدمة المدنية النوم براحة وهنية بعد الذي سببوه في البلد؟ .. والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
تعليقات