عن أي أمن وطني تتحدث و أبواب البلد مفتوحة على مصاريعها لكل جهاز استخبارات عربي وأجنبي، ومنافذ الجمارك خرّي مرّي د. أحمد يوسف الدعيج منتقدا تصريح البصيري

زاوية الكتاب

كتب 1277 مشاهدات 0


 

 

الأمن الوطني مرة وحدة!!

 
كتب د. أحمد يوسف الدعيج
 
2010/05/03    10:30 م

 
يوم السبت الماضي نشرت صحيفة القبس خبر تفكيك الأجهزة الأمنية «شبكة تخابر وتجسس لمصلحة الحرس الثوري الإيراني»، الخبر الذي لم تتضح بعد كامل تفاصيله مثير جدا ويدل على يقظة رجال الأمن وجهودهم الكبيرة التي نتج عنها تفكيك هذه الشبكة، الوزير الدكتور محمد البصيري الناطق الرسمي باسم الحكومة صرح يوم أمس «معربا عن أسفه للتعامل بعدم دقة مع قضايا تتناول الأمن الوطني «يا أخ د.محمد البصيري عن أي أمن وطني تتحدث؟ اليوم لو حدث أي حادث أمني خطير أو غير ذلك لقرأنا في صحف الغد كل تفاصيل هذا الحادث ولرأينا صوراً لضباط وأفراد وزارة الداخلية الذين قاموا بالتعامل معه وأسماءهم ورتبهم ومقار عملهم، وسائق السيارة الذي قاد سيارة الإسعاف التي نقلت المصابين. أي أمن وطني يا دكتور محمد ومنافذ الجمارك خرّي مرّي يفوت من بواباتها الواسعة عشرات آلاف قطع السلاح، وليس المئات، وملايين طلقات الذخائر وما خفي كان أعظم؟ وإن شاء الله يسعفني الوقت للكتابة عن ملف الجمارك «المتين» لكشف المفتشين والمراقبين الفاسدين.
ثم تعال يا أخ محمد، أمن وطني وكل وزارة ومؤسسة ومنشأة في الكويت بها من الموظفين والمستخدمين الأجانب، من جميع الجنسيات والملل والنحل، ما يجعل من قصة الأمن الوطني حكاية فيها الكثير من الفكاهة، وبعدين يا أخ محمد أبواب البلد مفتوحة من زمان على مصاريعها لكل جهاز استخبارات عربي وأجنبي، ثم هناك مسألة أخرى، ما هي المنشأة أو المؤسسة اللي انتو خايفين أن تكشف أسرارها؟ كل شيء في الكويت معروف ومفضوح، أما بالنسبة لإيران وسعيها لتكوين شبكة للتجسس والتخابر على الكويت وبالتأكيد على غيرها من دول الخليج فهذا دليل على وعي وشطارة الحكومة الايرانية، فإيران التي تتوقع هجوما جويا اسرائيليا لضرب مفاعلاتها النووية بمباركة أمريكية أطلسية تصنع بتجسسها مثل ما تصنع جميع الدول وعلى رأسها حليفتنا الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية اللي نسأل الله ألا يخلينا منها ومن معسكراتها وقواتها الموجودة على أراضينا، فلولا الله سبحانه اللي سخرهم لنا كان رحنا وطي من زمان.
ثم يا دكتور محمد أما سمعت بحكاية الدبلوماسي القطري الذي يعمل في سفارة قطر في الولايات المتحدة الأمريكية؟ فهذا الدبلوماسي تعيس الحظ بينما كان على متن طائرة أمريكية في رحلة داخلية في أمريكا، وكان الدبلوماسي «خرمانا» فعنّت عليه السيجارة فذهب المسكين الى دورة المياه في الطائرة الأمريكية وأراد أن يدخّن، وبينما كان يهم باخراج «الشخّاط» من دلاغه ليشعل السيجارة وجد نفسه في دوامة أحداث انتهت به ولله الحمد بعد ثلاثة أيام في عاصمة قطر الشقيقة غير مرغوب به في الولايات المتحدة الأمريكية لأنه تسبّب في رعب غير مبرر للأمريكان على متن الطائرة.
يوم أمس يا دكتور محمد وطبقا لما نشرته الصحافة (صحيفة الراي) قامت أجهزة الأمن في مطار الكويت الدولي بتوقيف اثنين من الأمريكان الشلايتيّة كانا مسافرين على متن طائرة أوروبية وفي حوزتهما قنبلتين يدويتين، تصوّر يا أخ محمد بس رمانتين مو أكثر، ثم قامت السلطات بتحويلهما الى مخفر الجليب، جليب شيوخ بالطبع، وليس الى أمن الدولة، وكأن المسألة حادث تصادم عادي بين سيارتين وليست مسألة أمنية خطيرة تتعلق بأمن الطائرات الذي يعتبره الأمريكان وحلفاؤهم الغربيون أشد من الكفر بالإنجيل، ولكي تعرف يا أخ محمد خطورة ما حدث في مطار الكويت على الأمن الوطني بالنسبة للدول التي عندها هاجس حقيقي من اختراق الأمن الوطني، نرجو من معاليكم أن تقوم بمهمة رسمية الى أية مدينة أمريكية وضع في جنطتك علبة «تشاشيّ»، تعرف التشاشّي؟ وشوف يا أخ محمد من اللي يقدر يفكك من قبضة طيور شلوى اللي أول ما يبدون بحلفائهم العرب. لذلك يا أخ محمد خلوا عنكم هالسوالف والمصطلحات الكبيرة مثل أمن وطني وأمن قومي وباقي المفردات ذات الصلة.

د.أحمد يوسف الدعيج 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك