الدعيج يعتبر موقف البراك وغيره الرافض للخصخصة هو رفض «العمل» واحتقار العامل أو الصانع

زاوية الكتاب

كتب 1396 مشاهدات 0


 



أمس صبي واليوم عامل وغداً موظف 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
لا يمكن لأي صاحب عقل إلا أن يستنتج ان قانون أو امر الخصخصة، كان وما زال بيد ورهن تداول السياسيين وليس الاقتصاديين أو الفنيين. جميع من تناول أمر الخصخصة أو موضوعها، تناوله من منظور سياسي بحت ليس له علاقة بالاقتصاد أو بالجوانب الفنية والقانونية المتعلقة بالتخصيص.
الأدهى من هذا، انه حتى هذا المنظور السياسي ليس مدفوعاً بظروف أو أهداف سياسية بقدر ما هو أصلاً نتاج أوضاع اجتماعية انعزالية وبعيدة عن هذا العصر أو الظروف الاجتماعية المتقدمة نسبياً التي نعايش، واضحة جداً والنائب مسلم البراك أشد المعارضين وأكثر «المعدلين»، لا يخفى ذلك، بالأمس رفض ان يعمل الكويتي «صبياً» عند التاجر، اليوم وفي اتحاد العمال وجه الإهانة الأكبر للعامل الكويتي عندما أعلن في الندوة العمالية ان القانون هو قانون سخرة وانه سيحول الكويتي إلى «عامل». بالعربي عامل أو بالأحرى «صانع» تعني مسبة، وهذا ليس شيئاً جديداً على الاطلاق، بل الجديد هو اعلانه وبهذه الجرأة وامام العمال، العامل هو الصانع، والصانع محتقر، هو العبد وهو اللاشيء عند المجتمع القديم الذي لا يزال يعيش تحت ظل ثقافته وبركاته ليس النائب البراك وحسب بل أغلب نواب مجلس الأمة.
النائب مسلم البراك، وأغلب النواب، وفي الواقع كل المعارضين بشدة للخصخصة، ينطلقون بالاساس من موقف مبدئي وهو رفض «العمل» واحتقار العامل أو الصانع كما تملي الثقافة العتيقة التي يصر البعض على تحكمها وتحديدها لحاضرنا ولظروف معيشتنا وعملنا الحالية.
عندي أنا الخصخصة تعني تحويل الكويتي الى منتج، ومساهم أساسي في التنمية، سواء داخل الكويت أو في العالم الرحب. والمنتج هو العامل وهو الصانع وليس المراقب أو الملاحظ أو المشرف أو بالكويتي «البطالي» الذي يشغل كل هذه المسميات الوظيفية التي تختلق ليملأها المواطن الكويتي كي يحجز مكانه في طابور الزكاة النفطي.
عند النائب البراك وبقية الجوقة المعارضة، الكويتي يجب ألا يعمل، بالأمس صبياً واليوم عاملاً وغداً حتى «موظف» سيتعفف ناخب البراك عنه.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك