حتى لا نظل ندور في حلقة مفرغة ما بين شنب العنجري ولسان الراشد.. هيلة المكيمي تدعو للارتقاء بطبيعة التعاطي السياسي العام

زاوية الكتاب

كتب 1275 مشاهدات 0



شنب العنجري والراشد
د. هيلة حمد المكيمي 


 
حالة الانحدار في الخطاب النيابي التي جاءت في سياق المساجلات التي تمت ما بين الطاحوس وعبدالرحمن العنجري وما بين النائبين علي الراشد وعادل الصرعاوي اظهرت نوعية الحوار المتردي في مناقشة قضايانا التي تعتبر في بالغ الدقة سواء تلك المتعلقة بالتنمية والاستثمار البشري او بعلاقاتنا الخارجية مع الدول وكيفية بناء سياسة خارجية لا تتأثر بالعاطفة، بل بحساباتنا الاقتصادية والاستراتيجية بالدرجة الأولى.

الاشكالية الأخرى ان هذا النوع من السجال جاء من قبل شخصيات من المفترض ان تشكل بوصلة الحكمة والاتزان داخل المجلس في حالات الانزلاق السياسي والتردي في الخطاب ما بين السلطتين، ولهذا فلا تثريب على النواب الآخرين من اعتدنا عليهم قذف السباب والشتائم تحت قبة البرلمان.

ان هذا النوع من الانحدار في لغة الخطاب النيابي السياسي يشكل خطورة كبيرة على العمل البرلماني برمته، حيث ان هناك من يراقب لاسيما من قبل هؤلاء الذين يتأهبون للدخول في المعترك السياسي، فيسود الاعتقاد بأن هذه اللغة هي التي لابد ان تتبع من اجل التأثير وخلق شعبية لدى الشارع الكويتي، فكلما زاد الانحدار في اللغة، زادت الشعبية، الا ان تلك المعادلة ليست صحيحة، ولابد من التصدي لها عبر الإصرار على أهمية الارتقاء بالطرح والخطاب السياسي.

جاءت هذه المساجلات عقب ساعات من الانتقادات التي أطلقها صاحب السمو الأمير من منبر دولة ديموقراطية عظيمة تقود القرار الأوروبي في التحول إلى كتلة اقتصادية عملاقة ترسم ملامح الاقتصادي العالمي، وهي انتقادات وجهت بالدرجة الأولى إلى الدستور الذي لم يحسم طبيعة النظام ما اذا كان برلمانياً او رئاسياً وهو تشخيص أصاب كبد الحقيقة، فقد تمكنت كلتا السلطتين من تجميد عمل السلطة الأخرى، وبالرغم من الانفراجة المؤقتة التي تشهدها هذه العلاقة في ظل هذا البرلمان، الا انه لا وجود لضمان في عودة التركيبة البرلمانية، مما يحتم ضرورة الحسم ما بين كلا النظامين.

ولهذا ان يتزامن هذا الانحدار في اللغة من قبل بعض البرلمانيين، في ظل تلك الرسائل الأميرية المهمة ، ليس إلا تأكيداً لما ذهب إليه الأمير في محاولة للارتقاء بطبيعة التعاطي السياسي العام، وحتى لا نظل ندور في حلقة مفرغة ما بين شنب العنجري ولسان الراشد.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك