قد نتفق أو نختلف فيما طرح الأمير، لكن تحجيم البرلمان لم يكن مقصد سموه يوما-بعض ما كتب الدويلة

زاوية الكتاب

عهد التفرد بالسلطة لا وجود له في هذا الزمان ولا مجال للعودة إلى التسلط وحكم الفرد ولو بصورة وشكل حديثين

كتب 3640 مشاهدات 0


قراءة في تصريحات سموه
الأربعاء, 28 أبريل 2010
مبارك فهد الدويلة

كان المواطن الكويتي إلى صباح أمس يعتقد أن العلّة التي تعرقل التعاون بين السلطتين هي في الممارسة الخاطئة للديموقراطية وفي التطبيق المشوّه للدستور، وتكاد تنحصر في المفهوم المغلوط للنصوص الدستورية التي أضفى عليها الجميع قداسة وحصانة!
لكن تصريحات سمو الأمير حفظه الله نسفت هذا الاعتقاد، وأكدت أن العلة ليست في الممارسة الخاطئة فقط، بل في الدستور نفسه؟! نعم.. الدستور الذي كان ومازال أغلب الشعب والساسة يعتقدون بكماله وتمامه هو الذي جعل مجلس الأمة أقوى من الحكومة، وسبباً في عرقلة الخطط التنموية الحكومية.
لقد فجّر سمو الأمير أمس قنبلة في تصريحاته.. وهي تصريحات تؤخذ في الحسبان، ويُعمل لها ألف حساب، فهي صادرة من رأس الدولة ولم تصدر من محلل سياسي أو نائب برلماني.
ومع الاحترام المطلق لسموه وأفكاره وآرائه، إلا أن الدين والعرف والعادات الكويتية الأصيلة أخبرتنا أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويُردّ عليه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك نعتقد أن ما ذكره سموه لا يؤخذ على إطلاقه خوفاً من أن يُفهم منه ما لم يُرِد سموه حفظه الله نفسه.
وأنا أعلم جيداً أن الكثير من الأبواق الصحافية ستكتب وتردد ما ذكره سموه خلافاً لما أراد، وتبدأ بالاستنتاج واستنباط الأفكار انطلاقاً ـ فيما يدّعونه ـ من أفكار وتصريحات سمو الأمير.
نعم، قد نتفق أو نختلف فيما طرح، لكن نريد أن نؤكد أن عهد التفرد بالسلطة لا وجود له في هذا الزمان، وأن تحجيم الدور الرقابي لمجلس الأمة لم يكن في يوم مقصد سموه، وأن ضعف الرقابة الشعبية على المال العام عهد قد ولّى، وأن من يريد أن يستغل تصريحات سموه وإبرازها وتشويهها كي تتفق مع مراميه وتطلعاته الكامنة في صدره منذ سنين طويلة، نقول له ابحث عن بيئة أخرى غير بيئة الكويت للرجوع بها إلى الخلف. صحيح أن الدستور ليس قرآناً، لكن لا مجال للعودة إلى التسلط وحكم الفرد ولو بصورة وشكل حديثين.
أخيراً.. شكراً للرئيس جاسم الخرافي الذي لم ينجرّ وراء هذه الزوبعة التي أرادت أن تحرجه وتورِّطه، بصراحة لقد ازداد تخوّفي على الدستور والديموقراطية، ولا أدري هل هيأ النائب الراشد الأجواء لهذا التصريح، أم أن بنود الخطة كانت بهذا الترتيب؟

 

الرؤية مقال اليوم-مبارك الدويلة

تعليقات

اكتب تعليقك