لامبرر للحكومة للجوء للخصخصة لأنها لاتعانى نقصا فى السيولة أو شحا فى الموارد ، والتاريخ لن يرحم نواب الخصخصة ..مبارك الهاجري
زاوية الكتابكتب إبريل 26, 2010, 6:55 ص 1085 مشاهدات 0
مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / التخصيص في حاجة إلى التشخيص!
قلنا وقالها الكثير من الناس، الخصخصة لا تطبق إلا إذا كانت الحكومة عاجزة تماماً عن أداء واجباتها، نتيجة نقص السيولة، وحاجتها الماسة إلى الموارد المالية، ولكن، أن تنتهج حكومتنا الخصخصة، في وقت تتعاظم فيه العوائد المالية للدولة، والإعلان عن خطة التنمية المليارية، فهذا أمر يحتاج إلى تفسير علني وصريح، من دون تصفيف جمل، وتلاعب بالمفردات، لذر الرماد في العيون!
الحكومة اليوم في وضع صعب جداً، وفي ورطة كبيرة، فلا أجندة سليمة لديها، وتفتقد للرؤى التي تتوافق ومصلحة المواطنين في المقام الأول، فمنذ إعلانها عن الخصخصة، وهي لا تكل ولا تمل من الطنطنة بفوائد الخصخصة، والتي كشف زيف ادعائها كبار الاقتصاديين، والذي أعلن بعضهم صراحة أن الخصخصة بهذا الشكل الذي تسوقه الحكومة، إنما هو بيع للكويت بأكملها!
التاريخ لن يرحم النواب المتواطئين مع قانون الخصخصة بصيغته الحالية، مهما حاول بعضهم من ذوي المصالح الخاصة، أن يبرروا هذا القانون، فهذا القانون من أوله إلى آخره ظالم ومجحف، والدستور منع التلاعب بمقدرات الأمة وثرواتها، فمن أقسم تحت قبة البرلمان، فملزم اليوم بالوفاء بقسمه، وأن يعلن براءته من هذا القانون، وأن يتخذ الإجراءات الدستورية الكفيلة بالحفاظ على الكويت، من عبث محدثي النعمة، ومراهقي السياسة!
* * *
اللواء عبدالفتاح العلي مدير أمن محافظة الأحمدي، عسكري من الطراز الأول، اشتهر بتطبيق القانون بحذافيره، لا يأبه للضغوط التي تأتيه من كل حدب وصوب، المهم لديه احترام القوانين، شن حربا شرسة ضد الذين اتخذوا من الشوارع ميادين سباق، فكان حجز سياراتهم مصيراً محتماً، حاول بعض النواب التوسط، إلا أن رفْض أبوأحمد كان الفيصل، القانون هو القانون، وراحة الناس والحفاظ على أرواحهم فوق كل الاعتبارات، ونحن هنا نشد على يد اللواء عبد الفتاح للمضي قدماً، كما عهدناه، في تطبيق القوانين، دون الالتفات إلى الأصوات النشاز التي تسعى، وتحاول عرقلة تطبيق القوانين، ونقولها وبكل صراحة ودون مجاملة، لو أن مديري الأمن في بقية المحافظات، ورغم احترامنا لأشخاصهم، اقتفوا أثر اللواء عبدالفتاح، وأغلقوا باب الواسطة، لكان ذلك راحة لهم، ودافعاً قوياً إلى المزيد من الحزم في وجه المستهترين، والطائشين، الذين جعلوا من الواسطة متكأ لهم كلما دعت الحاجة إليها!
مبارك محمد الهاجري
تعليقات