عبدالهادى الجميل يقترح استبدال دجاج دو بالرافال!

زاوية الكتاب

كتب 1311 مشاهدات 0





ضحك كالبكا 
ما نبي الرافال، نبي دجاج دو .. ! 
 
كتب عبدالهادي الجميل
أثارت صفقة طائرات«الرافال» الفرنسية، الكثير من اللغط من جانب بعض السياسيين والكتّاب الصحفيين حول شبهات التنفيع التي تحيط بها، ومدى ملاءمة هذه الطائرة لسلاح الجو الكويتي.
وعلى الرغم من اطّلاعي المعقول على معظم ما كُتب حول هذه الصفقة، إلا أنني  لم أستطع اتخاذ موقف مؤيّد أو معارض لها،  فأنا لست بخبير في الطائرات، وفي ذات الوقت، لا أستطيع التقليل أو الحط من ملاحظات بعض نوّاب الأمّة والكتّاب حول هذه الصفقة. لذا، لم أجد بُدّا من مسك العصا الرماديّة من منتصفها، في محاولة لفهم حقيقة ما يدور حولي.
يقول المعارضون بأن قيمة الصفقة ستبلغ الـ 3 مليارات دولار، بسعر 100 مليون دولار للطائرة الواحدة، ويرون بأن هناك خيارات أفضل بكلفة أقل، مثل الطائرات الأمريكية والروسية. في حين ترى وزارة الدفاع بأن طائرة الرافال هي الطائرة المناسبة لاحتياجات سلاح الجو.
فرنسا دولة صديقة، وكان لها موقف لا يُقدّر بثمن خلال الغزو العراقي لبلادنا. وقد قمنا-في تلك الفترة- بشكر فرنسا على موقفها المؤيّد لنا، عبر شراء مدفع (GTC) الفرنسي المجنزر، وهو مدفع متطور جدا، يعتمد على الكمبيوتر، وقادر على تحديد الأهداف وتدميرها خلال التحرك، كما أنه مضاد للحروب الكيماوية. لكن «الحلو ما يكمل» مع الأسف، فهذا المدفع لم يستمر في الخدمة طويلا، لأنه غير صالح للعمل في مناخنا القاسي! بدا ذلك من خلال أعطاله المتكررة، وتوقّف كمبيوتره الحسّاس بسبب فيروس الغبار، واعوجاج«سبطانته» بسبب حرارة الشمس، حتى أصبحت شبيهة بـ لسان «كلب في رمضاء».
لندع المدافع الخربانة على الأرض، ولنحلّق مع الطائرات، أنا عندي حل وسط قد يُرضي معارضي صفقة الرافال ومؤيّديها والفرنسيين أيضا، وعلى طريقة« لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم».
دعونا نتفق أولا، بأن الحروب ما فيها خير، خصوصا وأننا بلد مسالم، يُقدّس حق الإنسان بالعيش في عالم آمن وخالٍ من الحروب. لذا، أقترح صرف النظر عن شراء الطائرات الحربية التي تنشر القتل والدمار، مع حفظ حق فرنسا بقيمة الصفقة وعليها بالعافية الدافية. ولكن، بدلا من شراء الطائرات المقاتلة، بنشتري بهالمليارات،«دجاج دو» الفرنسي. وبهذا، يصبح لنا خيار أكله، أو تجميده لاستخدامه-عند الحاجة- كسلاح ابيض في حرب الشوارع.
يمكن يسألني أحد القرّاء: ومن وين نجيب  ثلاّجات كافية لحفظ كل هالكمية الضخمة من الدجاج؟
أرد قائلا: اذا ما قدرنا نثلّجه، ناكل اللي نقدر عليه. نسوّي «مسحّب» بنص مليار، وبـمليار«شيش طاووق»، وبمليار نسوّي شوربة حق رمضان. واذا خاس الباقي، ندفنه في باطن الأرض. وكلها 100 سنة ونيّف، ويتحوّل الدجاج المدفون الى نفط تستفيد منه أجيالنا القادمة.
وفي كل الأحوال، الدجاجة التي نأكلها، أكثر نفعا من الطائرة الحربيّة التي يأكلها الصدأ في مهجعها.
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك