عبدالوهاب العيسى وده يصير ليبرالي ولكنه متمسك بنصيحة الدكتور أحمد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 3011 مشاهدات 0


 


ودي ودي اصير ليبرالي بس قوية قوية
 
كتب عبدالوهاب العيسى
 
- ما قيمة أن يكون للإنسان فكر ولا يدافع عنه أو يسعى لترويجه؟

بعد مقالة الشيخ نبيل العوضي الشهيرة عن الليبرالية انتفض كتاب الصفحتين التي بين ايديكم فاستنجدت صفحة اليسار برجالها واليمين برجالها واصبح الكل يكتب عن الليبرالية اليمين هجوما واليسار دفاعا الخ .. فضلت عدم الدخول في هذا الصراع الفكري لان من سبقوني في التعليق عن هذا الموضوع قد سبقوني في العمر والخبرة والثقافة ولن استطيع ان اقدم للقارئ افضل مما قدموه زملائي الكبار سواء في صفحة اليمين او اليسار فقررت ان اتفرغ في قراءة ما يكتبه الطرفان للاستفادة، لان في مثل هذه المناسبات يستطيع المرء مقارنة الفكرين، فاما ان يقتنع باحدهما او يبحث عن فكر اخر، ومن دوافع عدم الدخول ايضا تمسكي بنصيحة استاذي الدكتور احمد البغدادي لي انا وزملائي عندما كنت طالبا في الجامعة حيث دعانا الى الابتعاد عن تبني اي فكر ونحن في هذا العمر والتفرغ في التبحر بجميع الايديولوجيات والاتجاهات دون تحديد توجهاتنا إلا بعد تجاوزنا مرحلة الجامعة والسنين التي تعقبها كي لا نندم على فكر او توجه معين.
لا انكر اعجابي ببعض ما نادت به الليبرالية وبالاخص دعوتها للتجارة الحرة، وربما في السنوات القليلة القادمة اقترب اكثر لها لكن في المقابل هناك شيء غريب يعرقل كل محاولة تقرب لهذا الفكر وهذا ما لم يتطرق له اطراف النزاع، مما شجعني لدخول هذه الحلبة بخطوات حذرة. ما اقصده هو هروب أغلب الليبراليين من الاعلان عن ليبراليتهم والتستر بشعار الوطنية ، فمثلا من منا لا يعرف ان التيار الوطني في الكويت هو تيار ليبرالي؟ لكن من منا يعرف لماذا يسمون أنفسهم بالتيار الوطني وليس الليبرالي؟ واتذكر هنا المناظرة التلفزيونية التي حملت عنوان اختلاف الاجندة بين التيارين الديني والوطني وكان طرفيها الدكتور علي الزعبي والدكتور وائل الحساوي وعلى الرغم من الاختلاف الشديد المواكب لهذه المناظرة الا انهم اتفقوا انه لا يوجد شيء اسمه تيار إسلامي بل تيار ديني لاننا كلنا مسلمون وانه لا يوجد شيء اسمه تيار وطني بل تيار ليبرالي لاننا كلنا وطنيون ومن الامثلة الاخرى ما صرحت به الدكتورة اسيل الليبرالية انها ليست ليبرالية %100 ! فهل كانت تروج لفكر جديد فيه الكثير من الليبرالية وقليل من اي فكر اخر كون الافكار لا يمكن ان تقاس بالنسب؟ و هل سمعنا بشخص يقول انا لست إسلامياً %100؟ كما اني اذكر عندما سأل احد المذيعين النائب علي الراشد عن توجهه الليبرالي فنفى ثم استدرك وقال للمذيع إذا تقصد الليبرالية الكويتية فانا لست ليبرالياً، والسؤال هو هل للايديولوجيات جناسي ودول؟ كل هذه الأمثلة والتساؤلات تضعنا في خانة التشكيك بالليبرالية فهي الحاجب بيننا وبينها لان كل شخص عاقل لابد وان يسأل نفسه هذا السؤال وهو إذا كان الليبراليون مقتنعون بفكرهم لماذا لا يعلنه اغلبهم في العلن؟ يعني لو كان ما يؤمنون به حق فما المانع من النزول الى الشارع وبالاخص ايام الانتخابات حاملين راياته. وما قيمة ان يكون للمرء فكر ولا يدافع عنه او يسعى لترويجه؟ كيف يكون فكرهم حقاً وكل هذه التساؤلات تحوم حوله؟ هل انصار صفحة اليمين وان كنا نختلف معهم في كثير من القضايا تحوم حولهم مثل هذه التساؤلات؟
كل ما ذكرته لا اضعه في خانة الاستنتاج بل في خانة التساؤلات التي نتمنـي ان تصلنا اجاباتها. واتمنى ان لا نضع اللوم على الشعب الكويتي انه فاهم الليبرالية خطأ وان كنت اؤيد هذه النقطة الا ان اللوم نضعه على من خجل بترويج فكره ليس على الشعب

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك